منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

إبراهيم مليك يكتب : معوقات بناء القومية السودانية …… الإجابة على الأسئلة الصعبة

0

إبراهيم مليك يكتب :

معوقات بناء القومية السودانية …… الإجابة على الأسئلة الصعبة !

الخميس ٢٠٢٥/١/٢٣

شعار القومية هي العنوان شعار له أبعاد ومعانى ودلالات جسّدها الشعب خلال هذه الحرب رغم محاولة البعض قبلنة الصراع ….
لو ألقينا نظرة فاحصة على الدولة السودانية نجدها دولة ذات قوميات وقبائل مختلفة متباينة ثقافةً ولساناً لكن يجمع بينها اللسان والدين …

ولما كان الاختلاف البشرى مسألة قدرية من تقدير الخالق عزّ وجل جعل الله الناس شعوب وقبائل ليتعارفوا وجعل معيار التفاضل بينهم التقوى لا غيرها هذا من منظور دينى …
أما الدولة الحديثة فمعيار التفاضل هو الكفاءة بمفهومها الشامل …
إن أكبر معوقات بناء القومية هو الإنكفاء القبلى وتمجيد القبيلة والعصبية الحزبية ….
من المفاهيم الخاطئة أن السياسى السودانى الذى لا يستند على قبيلة ذات شوكة مهما كانت كفاءته لن يجد فرصته فى القيادة يجب محاربة هذا المفهوم الذى أقعد الشعب وأعاده لجاهلية أسوأ من الجاهلية الأولى …
يبقى السؤال المنطقى من الذى أعطى بعض القبائل فى السودان حق الهيمنة على السلطة والثروة دون غيرها ؟!
وهل فعلاً هناك قبائل فى السودان لها هيمنة على الدولة أم هذا وهم يسوقه البعض للانتصار لمشاريعهم الخاصة واستبدال هيمنة قبلية بهيمنة قبلية ؟!

من خلال المعطيات الماثلة أمامنا ليست هناك قبيلة فى السودان لها الهيمنة المطلقة فى الدولة ولكن هناك تمايز قبلى سببه عوامل طبيعية ومنطقية …
مثلاً بعض القبائل جعلت التعليم بالنسبة لها أولوية فأنفقت فى سبيل تعليم أبنائها من مالها الخاص ووجد أبنائهم فرص العمل بحكم كفاءتهم وأحدث فيهم التعليم تغييراً سلوكياً وتفوقاً إجتماعياً وهذا أمر طبيعى …
بالمقابل بعض المكونات القبلية تجاهلت التعليم واهتمت بالمهن الهامشية ولم تهتم الدولة بتوفير فرص متكافئة فى التعليم فظل هذه الفئة أسيرة للجهل والفوضى ومن هنا حدثت الفوارق بين المكونات السودانية …

حتى تكون القومية حقيقة وليست شعار على الدولة القيام بالآتى :_

١/ إلزامية التعليم وتوفير الفرص المتساوية لجميع أبناء الوطن لأن التعليم وحده من يُحدث التغيير الحقيقي ويزيل الفوارق بين المجتمع ويغير السلوك ونمط الحياة .
٢/ التوزيع العادل للخدمات حتى يشعر المواطن بأنه موضع اهتمام من الحكومة وأن مؤسسات الدولة ملك له وتنتفى حجة الهامش والتهميش التى فتحت أبواب الفتن وأعطت العدو فرصة لإختراق الأمن القومى وزرع الفتن والضغائن بين الشعب .

٣/ المساواة أمام القانون حيث لا تكون هناك فئة فوق القانون وعدم المساءلة فى حال تجاوزهه لأن المحاباة والمحسوبية وتصنيف المجتمع إلى طبقية تفعل ما تريد دون سقف قانونى وفئة أخرى تحت الرقابة والتضييق هذا النهج من أكبر معوقات بناء القومية …
التخلص من الشعور بالدونية والمظلومية عامل مهم لبناء مجتمع معافى فبعض الناس يشعر بأنه مظلوم وإذا سألته من الذى ظلمك يتلعثم فتارة يرمى الظلم على قبائل بعينها وتارة يرميها على النخب السياسية وتارة يرميها على المجهول !
التمسك بالقومية والخروج من الإنكفاء القبلى وحصر القبيلة فى التعارف لا التمايز والتفاضل هو المخرج من أزمات البلاد المتراكمة وبالقومية النبيلة نتجاوز عصبية القبيلة ونبنى سودانى العزة والكرامة .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.