د. اسماعيل الحكيم يكتب : مصفاة الجيلي.. تحرير وليس إحراق
د. اسماعيل الحكيم يكتب :
مصفاة الجيلي.. تحرير وليس إحراق
تعد مصفاة الجيلي التي تأسست في العام 1990م .. القلب النابض لقطاع الطاقة في السودان ، حيث تسهم بنسبة 80% من إنتاج الوقود في البلاد ، بسعة إنتاجية تصل إلى 100.000برميل يومياً . فقد كانت تغطي إحتياجات أهل السودان من البنزين والديزلوغاز الطهي والزيوت الصناعية .. كما انها تمثل مركزاًإقتصادياً وإستراتيجياً حيوياً ، إذ لا تخدم الصناعات المدنية فحسب با تمتد فائدتها إلى تعزيز الأمن القومي ..
ففي خطوة تعكس قمة الإجرام والتخريب، أقدمت مليشيا الدعم السريع على إحراق مصفاة الجيلي، أكبر منشأة لتكرير النفط في السودان، في محاولة يائسة لتدمير البنية التحتية للبلاد . وهذه المصفاة، التي تقع على بُعد 70 كيلومترًا شمال الخرطوم، كانت تُنتج في الظروف الطبيعية نحو 10 آلاف طن من الجازولين و4,500 طن من البنزين و800 ألف طن من غاز الطهي، مما يجعلها ركيزة أساسية في تلبية 45% من احتياجات السودان النفطية.
إن هذا العمل التخريبي لا يُظهر فقط حقد المليشيا على مقدرات الوطن، بل يكشف أيضًا عن نواياها في إغراق البلاد في أزمات اقتصادية خانقة. فمع توقف المصفاة، ستتأثر قطاعات حيوية مثل الزراعة، والصناعة، وتوليد الكهرباء، والنقل، والمخابز، وهذا حتماً سيزيد من معاناة الشعب السوداني.
إن إحراق المصفاة يُعد جريمة حرب مكتملة الأركان، ويُظهر مدى إجرام قيادة وأفراد هذه المليشيا. حيث إنهم لا يتورعون عن تدمير مقدرات الشعب السوداني وممتلكاته في محاولة يائسة لإخفاء هزائمهم المتتالية أمام تقدم الجيش السوداني نحو تحرير المصفاة.
إن هذا العمل الجبان لن يثني عزيمة الجيش السوداني عن مواصلة مسيرته لتحرير كل شبر من أرض الوطن من رجس هذه المليشيا المجرمة. وسيظل الشعب السوداني صامدًا في وجه هذه المحاولات البائسة لتدمير مقدراته، مؤمنًا بأن النصر حليف الحق، وأن هذه المليشيا إلى زوال.
إن تدمير مصفاة الجيلي يُعد خسارة فادحة للاقتصاد السوداني، حيث كانت تُنتج مواد بترولية تُقدر قيمتها بخمسة ملايين وثمانمائة ألف دولار يوميًا. ومع ذلك، فإن إرادة الشعب السوداني أقوى من هذه المحاولات اليائسة، وسيتم إعادة بناء ما دمرته هذه الأيدي الآثمة قريباً بإذن الله تعالى .
إن إحراق المصفاة يُظهر الوجه الحقيقي لهذه المليشيا، التي لا تتوانى عن ارتكاب أبشع الجرائم في حق الوطن والمواطن. ولكن هيهات لهم أن ينالوا من عزيمة وإرادة الشعب السوداني، الذي سيظل صامدًا ومتماسكًا في وجه هذه التحديات، حتى يتم تحرير الوطن من رجس هذه المليشيا المجرمة.
ولكن تأتي رسالة شعبنا الصابر للمليشيا واعوانها أن هذه الأعمال الإجرامية لن تزيدنا إلا إصرارًا على المضي قدمًا في طريق التحرير والبناء، وسنعمل جاهدين على إعادة بناء ما دمرته هذه المليشيا، ليعود السودان بحول الله وقوته أقوى وأفضل مما كان.