د.إسماعيل الحكيم يكتب : *السودان وطن العزة الذي لا ينحني*
د.إسماعيل الحكيم يكتب :
*السودان وطن العزة الذي لا ينحني*
مشهدان من ركام حرب الكرامة ، عكستهما جل وسائل التواصل الإجتماعي ، حيث ما تزال هذه الحرب تعطي الدورس والعبر على أنه إذا إلتحم شعب بجيشه تولد العز وتحقق الكسب في كل ميدان بقوة الله وحوله ..
في ساحات التاريخ السوداني، تتألق مشاهد عظيمة تحكي عن شعب وجيش توحدا في سبيل الأرض والعزة . هي مشاهد ليست مجرد لحظات عابرة ، بل هي دروس خالدة ترسم معاني الانتماء والبذل لتراب ووطن ، وتؤكد أن السودان وطن لا ينكسر، وأن جيشه عنوان التضحية والفداء.
*المشهد الأول:* “إنه أبي!” بعد سنوات من الغياب، وبين ضجيج الحرب وأمل النصر، كانت طفلة صغيرة تتابع شاشة التلفاز إحتفاء وإحتفالاً بنصر قد تحقق . فجأة، ظهر وجه مألوف على الشاشة، وجه يروي قصص الكفاح والشجاعة. كان ذلك الوجه هو والدها الضابط الذي اختطفته حرب الكرامة من أحضانها لسنوات. وبصوت يملؤه الفخر والانتماء، نادت: “إنه أبي!” كانت كلماتها نداء الحق ، نداء الطفولة التي لم تنس رغم البعد، ونداء الانتماء الذي يجعل الأب في الميدان أكثر من مجرد جندي ، بل رمزًا للوطنية والكرامة. ذلك المشهد لم يكن مجرد لقاء عابر عبر الشاشة ، بل كان تجسيدًا لصلة لا يقطعها الزمن ولا الحرب وكان إلتقاء بين أب وطفلته في طريق المجد وتحقق النصر القريب بإذن الله تعالى .
*المشهد الثاني:* “عطر الكفاح وعرق النضال”
وفي مكان آخر، عند بوابات القيادة العامة للجيش بعد تحريرها، كانت زوجة تنتظر لقاءً طال لسنوات . لقاء زوجها الضابط المصاب الذي حمل جسده جراح المعركة ، لكنه عاد شامخًا بروحه التي لم تنكسر. وعندما التقت به، احتضنته بقوة كأنها تمسح عنه أوجاع السنين. في تلك اللحظة ، لم تكن فقط زوجة تحتضن زوجها، بل كانت شريكة تشاركه عطر الكفاح وعرق النضال. كلماتها كانت صمتًا يصرخ بالفخر، ونظراتها كانت رسالة وفاء لكل جندي يدافع عن السودان.
هذه المشاهد تحكي عظمة الجيش السوداني، جيش آمن برسالته وبذل كل غالٍ ونفيس من أجلها. إنه جيش ليس فقط للسلاح، بل جيش للحق، للكرامة، وللوطن الذي يعيش في القلوب قبل أن يكون على الخرائط.
إن هذه اللحظات رسائل ومضامين ، وما تحمله من معاني التضحية والبذل، هي أن السودان وطن يستحق أن يُدافع عنه بكل ما نملك . وأن الكرامة ليست مجرد كلمة، بل هي دماء تُراق وأرواح تُزهق لتبقى الأرض عزيزة.
ورسالة لكل متربص وخائن
ظن أن السودان لقمة سائغة أو هدف سهل، وإلى كل خائن وعميل، نقول إن جيش السودان وشعبه كالجسد الواحد، لا يفرقهم شيء ، ولا يهزمهم عدو. لقد حاول الكثيرون النيل من هذا الوطن، لكنهم اصطدموا بجدار صلب من العزة والتضحية.
فإن هذا السودان وطن لا ينكسر وإن حرب الكرامة ليست مجرد معركة في التاريخ ، بل هي شهادة على أن السودان سيظل شامخًا بإذن الله ، وأن جيشه وشعبه سيكتبون معًا فصول العزة والكبرياء . وهذه الرسائل ليست مجرد كلمات، بل هي وصية يحملها كل سوداني في قلبه، ليبقى السودان رمزًا للنضال وعنوانًا للكرامة. وان السودان، وطن العزة الذي لا يعرف الانحناء.”