عباس كابو يكتب :
*بساطة أهل السودان، شعب طيب يعيش برضا وسلام*
السودان، هذا البلد الذي يحتضن في أحضانه نهر النيل العظيم، ليس مجرد أرضٍ أو حدودٍ جغرافية، بل هو موطنٌ لشعبٍ يحمل في قلبه البساطة والطيبة، شعبٌ لم يكن يتطلع إلى أكثر من حياة هادئة، قوامها الرضا، وحلاوتها تكمن في القناعة.
حياة تُروى بالقناعة
لم يكن السوداني البسيط يومًا ممن يركض خلف التعقيد أو يسعى وراء الكماليات، بل اكتفى بالقليل، وجعل من البساطة زاده في درب الحياة. فهو لا يحتاج إلى موائد فاخرة أو قصورٍ شاهقة، فلقمة من “العصيدة” بملاح الروب، ومعها كوب شاي سادة، تكفيه ليشعر بالشبع والامتنان.
الجار قبل الدار
في السودان، الجار ليس مجرد شخص يسكن بجوارك، بل هو فرد من العائلة، يُشاركك الأفراح، ويسندك في الأتراح. باب الدار مشرّع، لا يحتاج الضيف إلى دعوة، ولا يطرق السائل الباب مرتين. الكرم عادة، والمودة طبع أصيل، والعطاء دون مقابل سمة متوارثة من الأجداد إلى الأحفاد.الهدوء والسلام قيمة لا تقدر بثمن
رغم التحديات والصعوبات، يبقى السوداني إنسانًا يفضل السلام على الصراع، والهدوء على الضوضاء. تجده جالسًا تحت ظل شجرة، يحكي القصص، ويتبادل الأحاديث عن الحياة بكل بساطتها، دون تعقيد أو تصنع.
الرضا.. فلسفة الحياة
لم يكن أهل السودان يحلمون بالترف أو يطاردون الأوهام، فقد كانت الحياة بالنسبة لهم رحلة قصيرة، لا تحتاج إلى أكثر من قلب راضٍ، ويد ممدودة بالعطاء، وكلمة طيبة تُقال من القلب.
إنه بسيط شعب لم يعرف التكلف، ولم يطمح إلى أكثر مما قسمه الله له، فكان ذلك سر سعادتهم وراحتهم، حياة بسيطة، قوامها القناعة، وقلبها الطيبة، وروحها السلام.
عباس كابو
