علي ادم احمد يكتب : *حماية الدولة تبدأ ببناء منظومة ديمقراطية*
علي ادم احمد يكتب :
*حماية الدولة تبدأ ببناء منظومة ديمقراطية*
كنا نظن بأن الحديث عن السلطة أثناء عن الحرب فيه نوع من الخيانة للدماء الشهداء والجرحى والمفقودين والمهجرين يبدو أن هذا الحديث كان فيه نوع من البساطة والتفكير العاطفي أكثر من كونه تفكير عملي وواقعي قدم الشعب السوداني كل هذه التضحيات من أجل منع اختطاف الدولة من قبل المليشيا الارهابية وشريكها السياسي تقدم خدمة لمشروع السفارات والمخابرات الدولية لا يمكن بعد هذه التضحيات ان يفرط الشعب السوداني في سيادة دولتة وامنها واستقرارها سيعمل بالتاكيد على بناء مؤسسات حزبية وطنية وفق شروط قانونية وسياسية لممارسة العمل السياسي الحر بعد أن عاش مأساة سياسة أدت لهذه الحرب المدمرة
لم تكن هناك أحزاب حقيقية تمتلك مفهوم ادارة السلطة بالشروط الديمقراطية وإشعال الحرب لا يعني فشل مشروع إقامة سلطة وبناء دولة وفق القواعد السياسية العمل على شيطنة الفعل السياسي والاحزاب ليس في مصلحة استقرار الدولة في المستقبل القريب والبعيد ولا يمكن في نفس الوقت استبدال الأحزاب بمكونات أهلية وقبلية لتشكل المشهد وتكون حاضنة سياسية لشخصيات عامة أو القوات المسلحة هذا الفعل أكثر خطورة على سلامة وسيادة الدولة من هذه الأحزاب الفاشلة ٠
لا بديل من إقامة نظام ديمقراطي الا العمل على بناء نظام ديمقراطي لكن في ظل هذا الوضع الذي نعيشه يبدو ان الاتجاهات العامة تسير في بناء أنظمة جهوية للاسف تساهم فيها قيادات ونخب علمية وإعلامية وسياسية فقيرة و عاطلة عن الموهبة والقدرة السياسية ولم تستوعب بعد او تفهم بأن الدولة السودانية اكبر من تحكم من خلال منظور قبلي اثني وجهوية ٠
الحرب فعلا اوجدت شرخ وعدم ثقة بين المواطن والاحزاب السياسية لكن هذا لا يعني إلغاء العمل السياسي بل يجب أن مدعاة على ضبط الأحزاب بقوانين واضحة فيما يعرف بقانون الأحزاب عبر جمعية وطنية تتألف من جميع القوى المدنية والسياسية لرسم خطوط واضحة لممارسة العمل السياسي والاجتماعي والثقافي ٠ ما بعد الحرب هو افضل الاوقات لتمكين الأحزاب في ممارسة العمل السياسي وفق ضوابط قانونية وسياسية والا فلن تكون هناك فرصة أخرى لانتشال البلاد من دعاة الدولة الجهوية الغوغائية والمنتفعين من سماسرة السلطة وحملة اباريق العمد والنظار وشيوخ الخط من أجل الوصول إلى السلطة