منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

عبد الله اسماعيل يكتب : *جمال فرفور.. صوت الغياب حين احتاجه الوطن!!*

0

عبد الله اسماعيل يكتب :

*جمال فرفور.. صوت الغياب حين احتاجه الوطن!!*


في لحظات المصير، حين يكون الوطن و في مفترق الطرق بين الحياة والموت، بين العزة والانكسار، بين الاستقلال والتبعية، يظهر الرجال الحقيقيون، أولئك الذين لا يخشون الإعلان عن مواقفهم، *ولا ينتظرون حتى تهدأ العاصفة ليقرروا إلى أي جهة ينحازون.* لكن في المقابل، هناك من يفضل الصمت، من يراقب المشهد من بعيد، يزن الأمور بمصلحته، ويتحين اللحظة المناسبة ليقفز على القطار المتجه نحو النصر. وهنا، لا بد من الحديث عن *جمال فرفور،* الذي لم يكن يومًا صوتًا للوطن حين احتاجه، بل كان مجرد صدى متأخر، بلا قيمة، بلا معنى.

*حين تُخاض المعارك، يُعرف الصادقون*

التاريخ لا ينسى، والجماهير لا تغفر، *والفن ليس مجرد ألحان تُعزف، بل هو موقف يُتخذ،* وإلا أصبح صاحبه مجرد بوق أجوف، بلا تأثير، بلا روح، بلا قيمة. ولنا في مواقف الفنانين الحقيقيين عبر التاريخ شواهد تفضح خذلان أمثال فرفور.
• *محمود عبد العزيز..* صوت الموقف حين صمت الآخرون
حين كان الوطن ينادي، لم يكن *”الحوت”* بعيدًا عن النداء. لم يكن فنانًا يعزف على وتر المصلحة، بل كان صوتًا صادقًا، قريبًا من الناس، عاش معهم، شعر بهم، وتحدث باسمهم. كان حاضرًا في معارك الوطن، ودوره في *استعادة ” هجليج*” مثال على ذلك. حينها، لم يكن الغناء مجرد وسيلة ترفيه، بل كان تحفيزًا للجنود، شحذًا للهمم، رسالة واضحة بأن السودان لا ينحني، ولا يُهزم. لم ينتظر أن يُحسم الأمر ليعلن موقفه، لأنه كان ابن الشعب، وفنان الشارع، وصوت الذين لم يكن لهم صوت.
• *مارسيل خليفة..* حين يكون الفنان مقاتلًا بصوته
في لبنان، لم يكن مارسيل خليفة مجرد مغنٍ، بل كان ثائرًا، حوّل الفن إلى سلاح، غنى للحرية، دعم المقاومة، وكان صوته يعلو فوق أصوات القذائف، لأنه كان يعرف أن الفنان موقف، وليس متفرجًا ينتظر من سيفوز ليهتف باسمه.
• *أم كلثوم..* صوت العزة في زمن الحرب
في مصر، حين اندلعت الحرب ضد الاحتلال، لم تبقَ أم كلثوم صامتة، لم تغنِّ في الحفلات التجارية، بل جالت العواصم، *نظّمت حفلات لصالح الجيش،* وجعلت صوتها صرخةً في وجه العدوان، لأنها فهمت أن الفن ليس رفاهية حين يكون الوطن في خطر.

*لكن أين كان فرفور؟*

بينما كانت الخرطوم تُدمر، والجنود يواجهون الموت يوميًا في الخرطوم، كردفان، الجزيرة، سنار ودارفور *كان فرفور* يتجول بين مصر والسعودية، يغني في الحفلات، يجمع المال، كأن شيئًا لم يكن. لم يتغنَّ بكلمة في حق جيش بلاده، لم يرفع راية، لم يسجل موقفًا، وحين بدأت رايات النصر تلوح، *خرج أخيرًا ليعلن ولاءه للجيش!* أي صفاقة هذه؟ وأي خديعة يحاول تسويقها على السودانيين؟

هل يظن فرفور أن ذاكرة الناس قصيرة؟ هل يعتقد أن الجماهير ستنسى غيابه في وقت المحنة؟ هذا ليس فنانًا، بل *(مستهبل)،* يحاول أن يستثمر في انتصارات غيره بعد أن تأكد من أنهم الطرف الأقوى. لكنه لن ينجو، لأن *من يخذل وطنه في لحظة الحقيقة، لا مكان له في ذاكرة الناس، ولا على مسارح الوطن.*

*لا مكان لك في خارطة الغناء السوداني*

المستقبل لا يبنيه المترددون، والفن لا يحترم الجبناء، والناس لا تثق في من ينتظر حتى يتحدد المنتصر ليعلن موقفه. جمال فرفور، أنت مجرد ظل باهت في تاريخ الغناء السوداني، وأي محاولة لإعادة تدويرك ستفشل، لأن السودان لا يحتاج إلى أصوات تأتي بعد فوات الأوان.

الأمة التي أنجبت *خليل فرح، محمد وردي، ومحجوب شريف، حسن خليفة العطبراوي* لا يمكن أن تحتفي بمن غاب حين كان يجب أن يكون حاضرًا. لا مكان لك في ذاكرة الوطن، ولا في وجدانه، لأنك بكل بساطة، لم تكن هناك عندما احتاجك الناس، ولن تكون هناك حين يحتفلون بالنصر الحقيقي.

عبدالله اسماعيل
11 فبراير 2025

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.