منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

كتب خالد تكس *تفاصيل ما لم يقله البرهان.. *أو إعلان توازن الضعف*

0

كتب خالد تكس

*تفاصيل ما لم يقله البرهان.. *أو إعلان توازن الضعف*

يعلم البرهان أن الطريق لايزال طويلا ومحفوفا بالمطبات وان الأقدار التي وضعته علي رأس القرار الوطني كقائد للقوات المسلحة اختارت له اصعب امتحان بخلاف من سبقوه وان البلاد كادت تتمزق وتذهب ريحها بعد أن انحدرت الي قاع الهاوية نتيجة تراكم الأخطاء والتجارب الفاشلة .وان الإخفاقات وتعثر التجارب ادخلها في دوامة الحلقات المفرغة وان كل الذي حدث لم يكن سوي نسخ ذات الكتلوجات والمنفسوتات التي لم تتمكن من تحريك عجلة التنمية والتطور والازدهار رغم توافر كل الامكانيات والشروط.
فهل يريد البرهان في نشوة انتصاراته أن لاتتعثر تجربته الشخصية وان لايخطو نحو المجهول وهل أدرك العيوب والتشوهات البنيوية في هياكل الدولة وكل جوانب القصور والنواقص التي لم تعد خافية علي أحد بعد أن عرتها وفضحتها تجربة الحرب القاسية…اذا هل يبحث البرهان عن الكلمات المناسبة لصياغة الاعلان الواقعي الذي يعبر عن هذه المرحلة التي يجب أن يقر الجميع بأنها مرحلة توازن الضعف…الان كل الأطراف تدرك حجم التحديات وحجم الدمار الذي طال كل شيء….صحيح أن الحرب كانت مخطط تامري غير مسبوق…ولكن من جانب آخر وضعت البلاد تحت المجهر تماما.
يستوجب الامر الآن احترام الضعف المتبادل الذي اعتري جميع الاطراف.خرج الجيش منتصر وقويا ولكن ذلك غير كافي وعوامل العجز ألمت بكل النواحي الاخري..لذلك لابد من مقاربات تستصحب العوامل الداخلية والخارجية…خارجيا أصبحت فكرة الحكم الشمولي الاستبدادي غير مقبولة ولاتتماشي مع القوانين والمواثيق وبعض شروط المعاملات الاقتصاديةوحتي والمساعدات الإنسانية الي جانب معايير دولية في الحوكمة والمناخ والشفافية وغيرها.
وداخليا لاتزال هنالك تعقيدات لايمكن تجاوزها لذلك لابد من تدابير ومعالجات تحول دون حدوث ردة أو نكسة وحتي تخرج البلاد من دوامة الحوارات والمغالطات غير المنتجة العقيمة كالتي قادتنا إبان الانتقال السابق الي مانحن فيه الان.
وسكت برهان عن الكلام المباح تجاوزا للحرج ليتشارك الجميع الفرصة المتاحة الان للبحث عن صيغة حكم بهامش حريات وبدون استبداد علي اساس عقد اجتماعي…وليس عقد نفسي قد تفرضه الحالة الراهنة حيث بالإمكان مقايضة الحريات بالأمن والأمان ..وكذلك توفير العدل كمعاير ضروري للحكم الرشيد حتي لو ادي الي قلب معادلات السلطة بالتعدد وليس التفرد دون الحاجة الي الاعيب القديمة التي جربت بمختلف الصيغ والأشكال من لدن الحجاج بن يوسف وانتهاء ببشار الاسد إذ لم تعد هندسة الخوف وإدمان الطاعة يلائمان مجتمعات اجيال تلاحقها تطورات التقنية الرقمية كل صباح وليس بمقدروها تحمل الالم مقابل البقاء حتي ولو تركب سنابك الموت غرقا.
الاعتراف بتوازن الضعف يساعد علي استيعاب أن ضعف الاحزاب وتفككها خيار افضل من الانتماءات الاولية الداء الذي ينخر عظم الدولة ويقعدها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.