منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

قيد في الأحوال  لواء شرطة م عثمان صديق البدوي يكتب : *شتّان بين قلم الزريقي و”كلاش” المليشي !!*

0

قيد في الأحوال

لواء شرطة م

عثمان صديق البدوي يكتب :

 

*شتّان بين قلم الزريقي و”كلاش” المليشي !!*

 

إنْ كان بعض نظار وعُمَد قبيلة الرزيقات ، أحفاد مادبو ، قد فقدوا الحكمة والمنطق ، وإنجرُّوا وراء خط تقسيم وهدم السودان ! ، فمازال في القبيلة الأصيلة ، ضوء وقلم وفهم ، من رجال عاصرناهم وعرفناهم ، لا يمكن أن نؤاخذهم بما فعل السفهاء والجهلاء منهم ! ، هم يعملون ويكتبون بوطنية ، مخلصة ، سمحة ، باذلة ، ويندّدون بغضبٍ شديد ، عن مافعلته أيادي بعض أبنائهم الشِّريرة ، حتي جلبوا الخزي والعار لبعض بيوتات القبيلة !.

 

من أولئك الأفذاذ ، كاتب وأديب ، كم رسّخ فينا ، وبلغةٍ رصينة ، مقومات الشخصية السودانية ! ، كم كان الأستاذ الصادق الزريقي رجلاً عصامياً “صمد” .. وحتي لا نظلم أحد ، فمن زمن عموده ، ” أمّا بعد ” كانت خواطر الزريقي رائعة ومدد لكل البلد ! .

 

أمس .. كتب الزريقي بقلمه الرصين الرّشيق، حين كتب بعنوان ( صورةٌ مُقرّبة لملهاة نيروبي )

 

فإلي بعض مضابط ما كتب.. قال ( كل تلك الوجوه التي تسلّقت سيقان البلاهة العجفاء اليوم في نيروبي ، جاءت لتكتب شهادة وفاة لمشروع بائس ، قمِيء الملامح ، باهت الوجه ، صفيق الجبين ، أبرز ما فيه إصفرار الموت ، لقد جمعوا له أصحاب العاهات السياسية الصدئة ، ونفايات الاحزاب المنبوذة ، وقُطّاع الطرق ، و السابلة ، الهائمون على درب السياسة ، اللزج بوحله ، وطينه ، وروثه، وقاذوراته ، والدماء )!

 

ثم قال ( جاءت وجوه ، أياديها مُلطّخة بالعار ، تمتد الأظافر كالخناجر ، وتلتقي الحوافر بالسوافر بالنصال ، جاءوا ولم تزل محاجرهم وأصابعهم وأكُفّهم السفلي ، تقطر من دم النساء ، والأطفال، والرجال ، والشيوخ ، من أهل بلادنا ، من ضحايا حربهم الملعونة ، ألم ترهم يتلفّتون ، وهم بالقاعة البكماء ، في وجلٍ وخوفٍ وإرتعاش ، أرواح البسطاء الضحايا والشهداء في الفاشر ، والقطينة ، وود النورة ، ومعسكر زمزم ، وكل مكان نازف ، تلاحقهم ، تركض خلفهم ، و تمد حبالها المنسوجة من الدم المسفوح حول رقابهم المغموسة في الذل ، والمال الحرام ، وتغوص أرجلهم في قعر الخيانة المعتم ، لتدوس وجوههم الخائبة المرتعدة، سنابك النصر المتوالي لجيشنا الباسل ، في مسارح العمليات كل صبح ومساء .

 

ثم سطر الزريقي وقال ( تجمعوا في نيروبي كبغاث الطير ، تكاد تقفز قلوبهم من بين أضلعهم ، وهم يتصنّعون الإبتسامات الخادعة اللئيمة ، في القاعة المزخرفة ، يشعرون في دواخلهم الخَوّاء أنهم داخل قفص حديدي مزركش ، أحاطتهم المليشيا بجراب مالها وقبله ، بحرابها المسننة المدبّبة ، جلسوا كالببغاوات الثرثارات ، يحملقون في السقف المزيّن بالهزيمة ، ويرددون نشيد الإنشاد تملُّقاً و تقرُّباً زلفي لقادة المليشيا ، وصديد الخيانة يلامس الأنوف ، والشفاه، الذاهلة الذابلة)

 

وقال الزريقي (شاهدنا الحلو … يحمل عاره الأبدي .. يدخل القاعة كالملدوغ ، قبض الثمن ولم يقبض الوطن ، ضاعت نظراته التائهة بين ضحاياه وهزائمه وأحلامه المهيضة الجناح منذ تمرده الأول ، وسيره في ركاب قرنق ، فهو لم يحقق شيئاً ، وقد أفني عمره متمرداً مدحوراً، يسكن كالخفافيش بين صلد الصخور ، فبالأمس إتكأ علي عكازة المليشيا اليابسة ، أقعي أمام مصاصي الدماء ، ينشد مجداً لا يأتي أبداً ).

 

وكتب الزريقي بزعل وقال ( فضل الله برمة ناصر ، جاء فقط ليدنس ثياباً ما كانت تليق به أبداً ، ثوب الجندية السابق ، و جلباب حزب الأمة الذي صنع الإستقلال لدولة 56 ، فألقي بالثوبين بنفسه في نار المليشيا غير المقدّسة ، كما الفراشة العمياء ، فأحرق تاريخ الثوبين و أحترق )!.

 

ثم ماذا أقول عن الزريقي ، حين قال. (إختار قادة الحركات السابقة الهادي ادريس ، والطاهر حجر ، وسليمان صندل ، اختاروا المشي خلف جنازة الوطن القتيل ، حملوا هزائمهم وهواجسهم أحلامهم الحرام ، وتقيأوا مراراتهم وسخام نفوسهم ، وربطوا أياديهم و أعناقهم بخيط مغموس في صبغة الذل ، فنبحوا كثيراً وهم يسيرون خلف قافلة المليشيا ، وعلت وجوههم أكداس من الغبار والسعال والحسرة ، وقلة الحيلة والطمع ، و ” أهاليهم يُقتَلون ، ويُذْبَحون ، ويُقْصَفون ! ، فبئس الخيانة ، وبئس المسعَي المقيت )!! .

 

 

ثم كتب الزريقي ( إختار سليل المراغنة ، أن تُوضَع علي ظهره بَرْدعة المليشيا المتمردة ، جعلوا علي فمه خطاماً كخطام البعير ، وزينوه بزينة برّاقة من الزيف والكذب والخداع ، وما دروا إنْ كان بالفعل بعيراً أجرب ، عندما لفظه حزبه ، وعافه رهطه ، فنال بجدارة لقب الأخرق المستغفل اليتيم ، فقد رضي لنفسه أن يكون ذيلاً.. فكان )!.

 

ثم دلف صاحب عمود أما قبل وقال ( أمّا النور حمد ، ونصر الدين عبد الباري، ومحمد حسن التعايشي وبقية الناشطين ، فلا شأن لنا بهم ، فهم يخرجون بلا أجنحة من جيفة التمرد المدحورة .. جاءوا من الفراغ وإليه سيعودوا ، فالضرب على الميت حرام )

 

آخر القيود :

أخي الصادق الزريقي ، دمت قلماً صادقاً ، فمدادك الدّفاق ، أعاد لنا الأمل بأنّ في بادية الرزيقات (السودانية) ، مازالت هناك دماء صافية ، تضخُّ بالوطنية ، خبرناها وعاصرناها ، عندما جمعتنا بها ساحات العمل للوطن .. للوطن.. وما أبهاه وطن !.

 

لواء شرطة م

عثمان صديق البدوي

19 فبراير 2025

قيد رقم (329)

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.