أفق جديد
توفيق جعفر المكابرابي يكتب :
*مشاورات مابعد الحرب : القفز فوق الماء ..!*
ضج بعض الإسلاميين لما سمعوا تلميح البرهان، بأن الحركة الإسلامية ليس لها مكان في السلطة، فنددوا، وغضبوا، وأصدرت الحركة بيانا يوضح موقفها، وقالت إن الانتخابات هي فيصلنا القادم، ودعا البرهان شخصيات وقوي سياسية محدودة، لم تشارك في الحرب، وتواصلت قيادات في الدولة بأطراف تقدم، بل وجلسوا مع مريم الصادق المهدي في بيتها ..!
وأعلن البرهان عفوه عن من يعلن توبته منهم ..!
ثم عاد وصرح بأن كل من شارك في الحرب، له نصيب في الحكم ..!
البرهان يريد ان يتقوي بأية حاضنة سياسية، ويرغب في الإستمرار في الحكم، وهذا من حقه، فقد قاد البلاد الي إنتصار لا يقاس بشيء ، صحيح حقق معه الاسلاميون هذا النصر، بما قدموا، من كفاءات سبقت في القوات المسلحة، او ما استنفرت من شباب أستشهد منهم من أستشهد ..!
كان تحالف الحركة الإسلامية مع البرهان، تحالفا للقتال، وإنقاذ الوطن مما حاق به، وما أدركه من أخطار ..!
وليعلم الإسلاميون أن البرهان ليس البشير، وأن الحكم الآن ليس للحركة الإسلامية، فقد إنقضي عهدها، وولي زمانها ..!
والحركة الإسلامية، غير مرغوبة دوليا في الحكم، وضغوط الدول الكبري تدعم برهانا بلا اسلاميين ..!
الحركة نفسها خرجت من الانقاذ اكثر إعياءا، فقد تضررت الشوري الحرة، وأدخلت دهاليز الحكم، وأختلط حابل الاسلاميين بنابلهم، ولم يتجدد دم الحركة في التداول الحر، ولم يتبدل قياداتها إلا قليلا ..!
هل تريد الحركة المشاركة في السلطة فقط بكسبها في الحرب؟
وهل تستطيع القيادة القديمة المشغولة بصراع من يقود من؟
بمستوى اقرب متدني تقودها قيادات من شاكلة احمد هرون الشاب المندفع بلا هدي؟
لابد للإسلاميين من تغيير اتجاه السير ، وتغيير كابينة القيادة المتكلسة النتنصبة فوقهم بشوري السلطان؟
هل يعقل أن يجلس فوق رؤوسنا اشخاص حكاما، طيلة ثلاثين عاما … ثم أمناء علي التنظيم؟
لابد ان تسود قيادة جديدة، لابد من فتخ نوافذ الهواء فيتجدد ..!
ولابد من تجديد اطار الفكرة القائمة علي تطبيق القانون، واهمال مشروع التكافل في بلد ثلاث ارباع سكانه لا يملكون شيئا؟
بلد مفتت، بلد مليء بالتقاطعات الثقافية، والتداخلات الإجتماعية..؟
بلد مطمع للخارج بما يملك …
ايها الإسلاميون جددو في الجوهر، والمغزي، والإطار والقيادة ..
وإلا سيتجاوزكم الشعب إلي غير رجعة ..!!
