منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

وهج الفكرة ✍️ د . أنس الماحي يكتب..  قواعد اللعبة الجديدة ( 1______3 ) ..!! ____________

0

وهج الفكرة

✍️ د . أنس الماحي يكتب..

قواعد اللعبة الجديدة
( 1______3 ) ..!!

____________

• يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يواصل قلب الطاولة على السياسات التقليدية للولايات المتحدة ، وهذه المرة بتصريحات حاسمة حول الحرب في أوكرانيا، وعلاقة واشنطن بحلفائها الأوروبيين ، والمستقبل الجيوسياسي للصراع مع روسيا .. !!

• ففي تصريحاتٍ أثارت جدلًا واسعًا، أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب طرح رؤيته الجذرية لأزمة أوكرانيا، مُغيرًا قواعد اللعبة التي التزمتها واشنطن وحلفاؤها منذ بداية الغزو الروسي فقد دعا ترمب خلال لقاءاتٍ صحفية وتحالفاتٍ سياسية إلى ضرورة أن “يزيد الأوروبيون إنفاقهم العسكري” بدلًا من الاعتماد على الولايات المتحدة، مُعلنًا في الوقت ذاته أن استعادة أوكرانيا لحدود ما قبل عام 2014 “مستحيلة”، كما رأى أن انضمامها لحلف الناتو “ليس خيارًا واقعيًّا”. هذه التصريحات تُعيد إشعال النقاش حول مستقبل الصراع الأوكراني وطبيعة الدور الأمريكي في ظل احتمالية عودة ترمب إلى البيت الأبيض بعد الانتخابات المقبلة .. !!

● ترمب يُقدم رسائل صادمة للحلفاء ويُقدم المصالح الأمريكية على المبادئ الدولية. فبينما يرى مؤيدوه أن سياسته ستُنهي الحرب عبر تسويةٍ عملية، يحذر منتقدوه من أن تنازلاته ستكافئ العدوان الروسي وتفتح الباب لتصدعاتٍ في النظام العالمي القائم على احترام السيادة فهل ستتقبل أوروبا وأوكرانيا “قواعد اللعبة الجديدة” التي يفرضها ترمب، أم أن العالم مقبلٌ على مرحلةٍ من الفوضى تُعيد رسم تحالفات القرن الحادي والعشرين ..؟!!

● فتصريحات الرئيس الأمريكي تعكس تحولًا جذريًا في النهج الأمريكي المحتمل تجاه أوكرانيا، وهو تحول قد يُعيد رسم موازين القوى في الصراع، فلطالما كان أحد الأهداف الكبرى لكييف هو استعادة شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا عام 2014، واستعادة الأراضي التي تحتلها موسكو في الشرق الأوكراني. غير أن تصريحات ترامب جاءت بمثابة حكم بالإعدام على هذا الطموح كما جاءت تصريحاته حول أوكرانيا والناتو صادمة لأوكرانيا فقد أكد ترمب بوضوح أنه “لن تكون أوكرانيا جزءًا من الناتو”، فترمب يبدو وكأنه يقر بوجهة النظر الروسية، ويرى أن الغرب يجب أن يتخلى عن هذا الطموح غير الواقعي، على الرغم من ان انضمام أوكرانيا إلى الناتو كان أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت روسيا لشن الحرب في 2022م .. !!

• فهل ستتقبل أوروبا واقعًا جديدًا حيث تكون موسكو لاعبًا رئيسيًا لا يمكن تجاهله؟ ام هل ياتري سيخسر ترمب الحليف التاريخي الأوروبي بأفعاله ..؟ فمنذ حملته الانتخابية الأولى، ظل ترمب ينتقد اعتماد الحلفاء الأوروبيين على المظلة الأمنية الأمريكية، ووصف الإنفاق العسكري الأوروبي بأنه “غير كافٍ”، مُطالبًا دول الناتو بالالتزام بزيادة ميزانياتها الدفاعية إلى 2% من الناتج المحلي ..!!

• واليوم يعود ترمب إلى نفس الخطاب لكن في سياق أكثر حدة : “الأوروبيون يجب أن يتحملوا تكاليف حربهم بأنفسهم” في إشارةٍ إلى دعم أوكرانيا ضد روسيا فهذا الموقف يُضعف الجبهة الغربية الموحدة التي سعت واشنطن لبنائها منذ 2022م ويفتح الباب لانقسامات داخل الحلف، خاصة مع تزايد التعب الأوروبي من تكاليف الأزمة الاقتصادية الناجمة عن الحرب ..ومع انسحاب واشنطن الجزئي، قد تضطر الدول الأوروبية إلى تحمل أعباء الحرب وحدها، وهو ما قد يدفع بعضها إلى البحث عن تسويةٍ مع روسيا .. !!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.