منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

همسة وطنية د. طارق عشيري يكتب : *السودان الجريح الي اين؟*

طارق عشيري
0

همسة وطنية
د. طارق عشيري يكتب :

*السودان الجريح الي اين؟*

طارق عشيري
طارق عشيري

في ساعة الانتصارات تاتي اوقات عصيبه تحول ذلك الفرح الي حزن عميق خاصه عندما يتعلق ذلك بشهداء قدموا اوارحهم فداء لهذا الوطن رسموا لهذا الشعب فرحا داخل قلوبهم ورسموا للجيل الجديد لوحه لسودان مشرق لكنهم رحلوا قبل ان يشهدوا سودان مابعد الحرب كنا نتمني ان نصافح تلك الايدي التي صنعت النصر لكن رحلوا دون ان نلامس أيديهم الطاهره لكن تبقي ذكراهم نبراس لمعركه الكرامة وصفحة في كتابه تاريخ المعركة
لم تكن حرب الكرامة مجرد صراع عسكري أو مواجهة بين أطراف متحاربة، بل كانت مأساة إنسانية حملت في طياتها دموع الثكالى، وأنين الجرحى، وحزن القرى التي خيم عليها السواد. كانت أرض الوطن مسرحًا لفصولٍ من الألم، حيث رحل الكثير من الأبرياء تاركين وراءهم قصصًا لم تكتمل، وأحلامًا وأماني أجهضتها نيران الحرب.
أنفاس طاهرة رحلت، تلك التي لم تكن سوى أرواحٍ نقية دفعها قدرها لتكون ضحية لصراع لا ناقة لها فيه ولا جمل. أطفالٌ ونساء، شيوخٌ وشباب، قضوا تحت الركام، أو اغتالتهم رصاصات طائشة، أو خطفهم الجوع والمرض في ظل انهيار تام للخدمات الأساسية.
وبينما يحصي الوطن خسائره، تبقى أسماء الشهداء محفورة في ذاكرة من عرفهم، وتبقى أرواحهم شاهدة على الجرح العميق الذي أصاب السودان. ولكن، هل ستكون تضحياتهم هي الثمن الذي يعيد للوطن عزته؟ أم ستظل دماؤهم مجرد أرقام في تقارير الحرب؟
حرب الكرامة لم تحصد سوى الأرواح والآلام، ويبقى السؤال: متى تضع الحرب أوزارها، ليبزغ فجرٌ جديد يعيد للوطن الحياة؟حصاد حرب الكرامة: أنفاس طاهرة رحلت
على مدى شهورٍ طويلة، عاش السودان تحت وطأة حربٍ ضارية، حملت معها أوجاعًا لا تُحصى وفقدًا لا يُعوَّض. لم تكن حربًا عادية، بل كانت اختبارًا قاسيًا لصبر هذا الشعب العظيم، الذي ظل متمسكًا بالأمل رغم كل العتمة. وبين أصوات القذائف ودخان المعارك، رحلت أنفاسٌ طاهرة، لترسم بدمائها لوحةً من الفداء والصبر.
رحلوا قبل أن يكملوا حكاياتهم، قبل أن يحققوا أحلامهم، قبل أن يحتفلوا بانتصار الحق على الباطل. كانوا يسيرون في شوارعهم، يحلمون بمستقبلٍ أفضل، لكن يد الحرب امتدت لتخطفهم بلا رحمة. كان منهم من خرج بحثًا عن لقمة العيش، ومنهم من حاول إسعاف جريح، ومنهم من لم يكن له ذنب سوى أنه كان في المكان الخطأ وفي الزمن الخطأ.
الأطفال الذين لم يدركوا معنى الحرب، النساء اللواتي حملن الحزن بدلًا من الزاد، الشيوخ الذين قضوا بعيدًا عن أحفادهم، والشباب الذين كانوا يتطلعون لبناء وطن جديد، جميعهم سقطوا ضحايا لصراعٍ لم يختاروه. رحلت أرواحهم، لكن بقيت ذكرياتهم، وأسماؤهم محفورة في قلوب من أحبّوهم.
السودان الجريح… إلى أين؟
في زحام الدمار، تتساءل الأمهات عن مصير أبنائهن، وينتظر الآباء عودة فلذات أكبادهم الذين غيبتهم الحرب. ولكن السؤال الأهم: هل كانت كل هذه الأرواح الثمينة ثمنًا لا بد منه؟ هل كان يمكن تجنب هذا النزيف المستمر؟
رغم الفقدان، يظل الأمل قائمًا بأن هذه التضحيات الجسام لن تذهب سدى، وأن السودان سينهض يومًا، متكئًا على صبر أبنائه وإرادتهم التي لا تُهزم. قد تكون حرب الكرامة قد حصدت أرواحًا بريئة، لكنها زرعت في الأرض بذور التغيير، فهل سيحين أوان الحصاد قريبًا؟ ام نظل نلهث وراء سراب الهوية والوثيقة الدستورية ومن ومن ومن والله المستعان
______________

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.