منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

أبو المعتصم الحسين يكتب : *أطفال السودان… عقول الغد المشرق …. انتبهوا جيداً …. فهناك ما لا يعلمه الكثيرون*

0

أبو المعتصم الحسين يكتب :

*أطفال السودان… عقول الغد المشرق …. انتبهوا جيداً …. فهناك ما لا يعلمه الكثيرون*

ظل نظامنا التعليمي السوداني والوطني منذ عقدين مضيا من الزمن، يدفع بتلاميذ وتلميذات الأساس والمتوسطة للمشاركة في المسابقات الدولية للأطفال في شتى المجالات المنشطية التي خضعت للتنافس الدولي والتي ظل يؤمها دوماً أطفال السودان تحت سنِّ التمدرس المنظم.
لقد سبق وشارك أطفال السودان وناشئوه في عِـدَّةِ مسابقات دولية ، مدرسية وعلمية وعقلية وثقافية وأدبية وأيضاً شاركوا في المنافسات الرياضية للناشئين تحت سن ١٨ سنة.
دوماً وأبداً ظللنا ندفع بأطفلنا، محصنين بقدراتهم الذاتية المتفردة وبكل إبداعاتهم ومواهبهم ونبوغهم ، كنا نخضعهم دوماً هنا في الداخل للتمحيص وعمليات الاستكشاف الدقيقة للمهارات والقدرات التفكيرية والإبداعية، كنا ندفع بهم ، بعقولهم وبإمكانياتهم المتفردة ، وبسمات الموهبة والتميز.
كانوا حماسيون دوماً يدفعون خماصاً للمسابقات الدولية ويعودون لأرض الوطن بالشرف كله بطاناً بعظيم الجوائز والميداليات المتنوعة وبالكؤوس الكبيرة…
منذ العام ٢٠٠٥م، ولج أطفال السودان مسابقات الحساب الذهني (اليوسي ماس)، في ذلك العام مثلوا وطنهم خير تمثيل، وبلغوا به المرتبة الأولى في أول تنافس لهم ، حيث مثل عدد إثني عشر تلميذاً وتلميذةً في مدارس الموهوبين، أطفال السودان آنذاك وعادوا لأرض الوطن بالجوائز القيمة وبالميداليات وبالكؤوس الكبيرة حسب مستويات التنافس ودرجاته…
اليوم استجررت هذه الذكرى الجميلة والعظيمة وأنا أشاهد أطفال السودان قبل أيام تبعث بهم مدارس الجودة السودانية من جمهورية مصر العربية وهم أطفال الجالية السودانية هناك، دفعت بهم لمسابقة الحساب الذهني، والمنعقدة لكل أطفال العالم بدولة العراق العربية الشقيقة. حيَّ الله مدارس الجودة السودانية الوطنية وهي تنحت اسمها بأحرف من نور ضمن مؤسسات التعليم الإقليمية العملاقة وتنافس العظماء ببرامجها وأهدافها العملاقة، هذه المؤسسة ظلت قويَّةً وهي تنفذ جملة من برامج الدبلوماسية الشعبية والدبلوماسية الثقافية والدبلوماسية التربوية والإنسانية وهاهي الآن تمثل دبلوماسية العقل والفكر السوداني الفتيِّ لأطفال السودان في دولة العراق الشقيقة.
إذاً وكالعادة ينبغي أن نثبت العديد من الحقائق الموضوعية فيما يتعلق بهذه المنافسة الدولية..
_لقد أحرز هؤلاء الأطفال المرتبة الثانية لوطنهم السودان في مسابقة دولية لأطفال العالم التي شاركت فيها العديد من دول أوربا وآسيا وأفريقيا وأستراليا و الأمريكيتين أيضاً…
_ المسابقة تتعلق بالقدرات العقلية التفكيرية الإبداعية في التعامل مع الأرقام والعمليات الحسابية والجمل الرياضية والتي تقاس بزمن متاح يحسب بالثواني حرفياً.
_ المسابقة تعتمد معاييراً لقياس الذكاءات المتعددة ولا تغفل عوامل حساسةً مثل السرعة والإتقان ، فهي تقيس من الذكاءات ؛ الحسابية والتفكيرية ، وأعني إتقان ممارسة التفكير خلال وقت قصير جداً، بجانب الذكاءات الحسية والتواصلية والاجتماعية والسمعية و البصرية والتفاعلية.
_ المسابقة تقيس قدرات النبوه والتفوق العقلي فهي تقيس الذكاءات الحركية والتفاعلية والحسية والوجدانية وهي أصعب أنواع الذكاءات والتي تتعلق بنواتج سلوك تفاعلي واضح يمكن ملاحظته ومتابعته وقياسة بصرياً لدي لجان التحكيم والتي ترصد كل حركة وتفاعل وتحسب عليه الدرجات وتُقـوِّمه وتصدر عليه الأحكام الحاسمة والجازمة والتي تكون نهائية ولا تراجع بعدها قط ولا مراجعة .
_ المنافسة تعد معركة أفكار وعقول وسلوك فكري خفي وآخر حركي ظاهر ومشهود، فهي تقيس مهارات التفكير العليا لدي الأطفال عند عمر 15سنة فأقل من ذلك حتى سن 5 سنوات
_ هذه المعركة الإبداعية بين العقول والقدرات الذاتية والمهارات تتطلب تفرداً في التنسيق والتنظيم بين عناصر المجموعة الواحدة مما يدفعهم للعمل بروح الفريق الواحد، لدرجة أن يعيش الطفل مفهوم أنه يعمل لينجز لوطنه وليس لنفسه.. هنا تنتفي تماماً عند الطفل كل سمات الطفولة الطبيعية من صفات كالأنانية وحب الذات وحب التملك وينتفي الميل للتفرد الشخصي أو الرغبة حتى في كسب خاص به لينال جائزة تخصه.. فهو يعمل وينافس لأجل قضية اسمها تميز السودان ونبوغ أطفال السودان، الطفل يظل ينظر لرمز سيادته الوطنية وعلم السودان يرفرف أمام ناظريه وتحتويه رائحة الوطن وريحة الطين في جروفنا.
_ هناك معركة عملاقة كانت تخوضها نفوس الأطفال ولم تكن مرئية لكنها كانت تمثل عواصف من الوجدانيات والتي كنت دوماً أشاهد مظهرها دموعاً تنهمر بلاوعي وتتقطر من عيون الأطفال وهم يداغبون حبات الخرز في الآلات بين أناملهم الرقيقة والتي تظل تتحرك بنمطيات مختلفة وكأنهم يعرفون أجمل ألحان الوطن ، كنت دوماً أرى قطرات الدمع تنزلق على خدود تقبلها عظمة الوطن وتتزحلق بين قسمات وجه مبتسم وثغور يعبث بها الفرح دوماً ويناوشها القلق أحياناً…
كنت ألاحظ أناملهم ترقص مع أزيز وهزات وإرتفاعات وإنخفاضات خرزات الحاسبة الخشبية وعلى صوت حبات الخرز تعزف ألحان الأعداد والأرقام وكأن كل كل طفل منهم كان يغني مع حاسبته الخرزية أنشودةً خاصةً للوطن… كأنه في عمق تأملاته ومساحات تفكيره الصامت ينشد وهو يخاطب علم السودان أمامه، *علم البلاد فداك نفسي ياعلم ، ما أنت من نسج الخيوط وإنما مهجٌ وأرواحٌ وافئدةٌ ودم..*
سرني أن مدارس الجودة السودانية في القاهرة كانت ترعى الأطفال النوابغ وتعدهم وتجهزم للمنافسة الضخمة وتتعهد تعهداً شاملاً بكل تكاليف مشاركتهم حتى عودتهم سالمين وغانمين..
لقد أعجبني كذلك ذلك الصبي أحمد حازم ، الطفل الموهبة العقلية المتفردة ، كان مشاركاً بعقله الكبير ، ووجدانه الوطني الأنيق وبحسه الراقي في تذوق جمال الحياة وجمال التفكير، لقد ذهب مشاركاً مندفعاً بكل حماسته لأجل إنتصار الوطن ثم عاد سالماً وغانماً ، وقد أهدى نبوغه وتميزه ونواتج جهده و فوزه هدية للوطن ، وللمدرسة ولكل أطفال السودان….
لقد كان الطفل أحمد حازم سليمان حسن ، تماماً في الموقف الذي يشرف الوطن ويشرف المعلمين والمعلمات فهو ابن المعلم على كل حال…

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.