إبراهيم مليك يكتب :
*دور الواجهات الدينية والإجتماعية فى إفشال مخطط تفتيت السودان*
طبيعة الشعب السودانى تختلف كثيراً من بعض الشعوب ويرجع ذلك لأسباب دينية وثقافية والتركيبة الإجتماعية من حيث التداخل والتصاهر الذى شكّل وجدان الشعب السودانى فنجد طوائف التصوّف بمختلف مشاربها شكّلت وجدان عدد كتير من السودانيين فصارت الإخوة فى الطريقة أعلى مكانة من القبيلة…
لو أخذنا نموذج للشيخ موسى عبدالله بنيالا يعتبر اب روحى لآلاف المريدين من مختلف القبائل والمكونات السكانية فله مريدين من الشرق والوسط والغرب وخارج السودان ومثله الشيخ البرعى بالزريبة والشيخ الفاتح قريب الله والشيخ على بيتاوى والشيخ الفادنى وخليفة طابت الشيخ عبدالمحمود وغيرهم من الشيوخ الذين خرّجوا آلاف الحفظة داخل وخارجه وكانت خلاويهم منارات للعلم والمعرفة وتذويب القبلية ….
بالمقابل نجد السلفيين بدعوتهم ومدارسهم المختلفة الذين يحملون راية التوحيد ومحاربة الخرافة والدجل ونشر التوحيد الذى يجمع الأمة أكثر من الأحزاب السياسية التى أثبتت الحرب أنها مدخل لاختراق الأمني القومي للدولة وبعضها واجهات استخباراتية…
رغم أن هناك قلة من الشيوخ السلفيين والصوفية وقعوا فى فخ العمالة ولكن انكشف أمرهم فذابوا كالملح فى الماء…
من المفارقات العجيبة غياب هيئة شؤون الأنصار من الساحة ومثلها هيئة الختمية هذه الهيئات أصبحت مطية لأبناء زعماء البيتين (المهدى والميرغنى) واقتصر دورها فى تفويج الأئمة المنتمين لهم لمساجد الأنصار والختمية بمدن السودان المختلفة ….
والدور الأهم فى إفشال مخطط تخريب السودان هو رفض مجموعة كبيرة من أبناء دارفور سلوك المليشيا والقحاتة فارتفعت أصواتهم منذ بداية الحرب منددين ورافضين لجرائم المليشيا حيث ظهرت التنسيقيات القبلية التي ساهمت في تحييد المغرر بهم من أبناء قبائلهم…
ويأتي الدور الأكبر خروج الحركات الموقعة على سلام جوبا من الحياد ووقوفها مع الشعب السودانى وجيشه فكانت ملحمة وطنية أكدت نبل الشعب السودانى ووعيه بخطورة المخطط فتكسرت طموحات آل دقلو والقحاتة وأصبحوا يقبضون الرغو وحتى مؤتمرهم المشؤوم الذى أقيم بنيروبى فشل والدليل هو حديث المجرم عبدالرحيم دقلو الانهزامى والذى يعد أهل دارفور بالمنّ والسلوى وهو الذى تسبب فى قتل أبنائهم ومازلت مليشياته المجرمة تقتل أهلنا فى الفاشر ….
ومن الزعماء القبليين بدارفور الذين أحدثوا فارقاً فى المعركة الشيخ موسى هلال الذى أعلى من راية الوطن بدل من الإنكفاء القبلى…
إن المرحلة القادمة من تاريخ الشعب السودانى تتطلب دور أكبر لرموز وقادة المجتمع للمساهمة فى إعادة تمتين اللحمة الوطنية واستغلال العلاقات الإجتماعية فى بناء وتعزيز التماسك الوطني لأن العدو الذى يتربص بالسودان لن يجد ثغرة يتسلل بها إذا تماسك الشعب السودانى….
على قيادة الدولة تشجيع ودعم الواجهات الدينية والأهلية والرياضية والثقافية للقيام بدورها فى بناء العلاقات الأخوية وأن يكون شعارهم فى المرحلة القادمة حديث النبي صلى الله عليه وسلم (المسلمون تتكافأ دمائهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يدٌ على من سواهم)….
والأهم هو إعادة أجهزة الدولة الرسمية لاسيما الأمنية والقضائية ومؤسسات الخدمة المدنية التى تعيد توازن الدولة وسيادة حكم القانون.
# بالوعى والتمسك بالقيم الفاضلة نهزم مخططات تفتيت السودان.
