الفاضل فرح الشريشابي يكتب : *السودان والعالم.. نحو رؤية أستراتيجية (1)* *توطئة اولية:التحديات…والخيارات*
الفاضل فرح الشريشابي يكتب :
*السودان والعالم.. نحو رؤية أستراتيجية (1)* *توطئة اولية:التحديات…والخيارات*
أن مشاكلنا تتخطي هموم الحاضر الثقيلة وإن علينا في تفكيرنا وتخطيطنا وفي ممارساتنا عدم الاكتفاء بمواجهة ماهو آني وعاجل بل أن نضع في حساباتنا أيضا تحديات المستقبل فاذا لم نخطط نحن لمستقبلنا فسوف يخططه لنا الآخرون..
أن مستقبل السودان لا يعتمد علي ما يحدث فيه فقط ولكن علي ما يحدث أيضا في مناطق أخري في العالم..
نحن إزاء عملية تاريخية تعيد إلي الاذهان حركة الكشوف الجغرافية والاستعمارية التي تمت في القرنين الثامن والتاسع عشر والتي عبرت عن توسع النظام الرأسمالي من أوربا إلي خارجها..أن الحديث عن طريق الحرير..وخطوط انابيب الغاز والمؤاني والمعادن..والمياه..والنفط كلها أدت الي إعادة تعريف العالم والدول..
أن الدولة والامة السودانية اليوم تبدو محاصرة من الخارج والداخل..من الخارج بفعل القوي الاقليمية والدولية التي تسعي لاختراقه ومن الداخل بفعل التقلصات الحزبية والحركات المسلحة..ودعاوي التهميش وحق تقرير المصير..أن الوضع الاقليمي والدولية لا يرغب بل لا يتمني وجود سودان موحد مقتدر ذو أمكانات وموارد واسعة ومتنوعة في المنطقة..لذلك لابد للسودان أن يرتبط بتوازن دولي..
أننا علي أبواب أزمات وتقلصات سياسية واقتصادية واجتماعية حادة..من مظاهرها عدم الاستقرار السياسي مصدره تفاعلات خارجية …في ظل هذا الوضع واستمرار غياب أستراتيجية سودانية لمواجهة التكالب عليه وفي ظل غياب وثيقة وبيان..سوف يحدد مستقبل السودان مخططات الآخرين وتصوراتهم..
أن مفاهيم الامن القومي السوداني ..يجب ان تترجم الي أستراتيجيات وسياسات وبرامج عمل.وتصبح القضية كيف ندير علاقتنا الاقليمية والدولية بما يحقق أهدافنا؟ وكيف نحقق أكبر قدر من الفوائد من أرتباطاتنا الدولية؟؟ وكيف نعظم الفرص ونقلل المخاطر؟