صدي الاحداث الفاتح الشيخ : يكتب من وحي حوار التيارت الاسلاميه في الدوحه 1-2 توظيف تيار الإسلام السياسي في إطار العداء المُدار والتحالفات المتبدلة
صدي الاحداث
الفاتح الشيخ : يكتب
من وحي حوار التيارت الاسلاميه في الدوحه 1-2
توظيف تيار الإسلام السياسي في إطار العداء المُدار والتحالفات المتبدلة
• تستخدم أمريكا وبعض حلفائها توازنات القوى الإقليمية وتكتيك العداء المُدار في تعاملها مع تيار الإسلام السياسي كما يحدث مع إيران والدول التي تُعلن عداءها. وهنا نركز على ثلاث دول رئيسية: قطر، تركيا، وأمريكا، ونكشف كيف تعامل كل طرف مع الإخوان كأداة في سياسته الإقليمية والدولية.
• تمامًا كما هو الحال مع العداء الإيراني – الأمريكي/الإسرائيلي/الخليجي، فإن جماعات تيار الإسلام السياسي ليسوا حلفاء ثابتين ولا أعداء دائمين بل هم أداة سياسية يتم استدعاؤها أو التخلّي عنها حسب المرحلة،ويستخدمهم البعض لإبراز استقلاليته (مثل قطر)، أو لتمرير نفوذ أيديولوجي (مثل تركيا)، أو لموازنة القوى في الشرق الأوسط (مثل أمريكا).
• المشهد السياسي العربي مُدار من قِبل قوى تستثمر في الخطاب الديني أو الطائفي، لا من أجل عقيدة، بل من أجل تحقيق أهداف جيوسياسية، فجماعة تيار الإسلام السياسي لم تعد مجرد تيار ديني أو سياسي، بل تحولت إلى ورقة إقليمية بيد أطراف متناقضة ظاهريًا لكنها متفقة ضمنيًا على قواعد اللعبة.
• شهد الشرق الأوسط صعودًا وهبوطًا في النفوذ السياسي لتيار الإسلام السياسي بتأثير مباشر من سياسات ثلاث قوى فاعلة: قطر، تركيا، وامريكا، ويتقاطع هذا النفوذ مع نمط مألوف في السياسة الإقليمية هو “العداء المُدار، كما في العلاقة بين إيران من جهة، والولايات المتحدة، إسرائيل، والإمارات من جهة أخرى.
• تطبيقا لنموذج العداء المُدار والمصالح المتبادلة تستخدم الدول الثلاث أمريكا وتركيا وقطر في تعاملها مع تيار الإسلام السياسي النموذج الإيراني المتمثل في خطاب العداء ضد أمريكا وإسرائيل لخدمة مشروعها الإقليمي فإيران تهاجم إسرائيل لكنها لا تواجهها مباشرة. تركيا وقطر تدعمان تيار الإسلام السياسي دون التورط في مواجهات عسكرية. وأمريكا تعادي إيران وتغازل تيار الإسلام السياسي حسب الظرف.
• قطر تدعم تيار الإسلام السياسي باعتباره قوة شعبية بديلة عن الأنظمة التقليدية تستطيع التأثير في الشارع العربي، وهذا يعطي قطر نفوذًا خارج حدودها الصغيرة فبعد الربيع العربي، برزتيار الإسلام السياسي كقوة قادرة على الوصول للسلطة في تونس ومصر، فراهنت قطر عليهم مبكرًا بغرض موازنة الهيمنة السعودية – الإماراتية ،ودعمت المعارضة الإسلامية في سوريا وليبيا واليمن.
• استخدمت تركيا دورها كحاضن للإسلام السياسي المعتدل لبناء نفوذ داخل بلدان عربية (ليبيا، سوريا، السودان) ولتوسيع نفوذها في المنطقة بخلق شبكات تأثير داخل المعارضة العربية ،وتقوية المحور القطري-التركي كقوة مضادة لمحور السعودية-الإمارات-مصر، وخفض دعم هذا التيار بعد 2021تم لأسباب براغماتية (إصلاح العلاقات الخليجية، تحسين الاقتصاد).
• أمريكا ترى في تيار الإسلام السياسي في بعض الأحيان أداة للتوازن أو وسيلة للتواصل مع تيارات إسلامية معتدلة بدلًا من المتشددين ،وتعتبرهم نموذجًا للإسلام المعتدل ولم تتحمس لتصنيفهم منظمة إرهابية خوفا من دفعهم نحو التطرف في حال القمع الكامل، ولأن ذلك سيخلق أزمة مع حلفاء إقليميين (مثل تركيا وقطر). وأمريكا ترى في بعض فروع تيار الإسلام السياسي أدوات للحوار مع المجتمعات الإسلامية،فعملت للإبقاء على قنوات تواصل غير رسمية مع حركات إسلامية تمثل قواعد شعبية.
• تعاملت امريكا مع تيارالإسلام السياسي وفقا للمصلحه ففي مرحلة الانفتاح (أوباما) دعم فوزهم في انتخابات مصر باعتبارهم القوة السياسية المنتخبة. لكنها أيضًا لم تعارض انقلاب السيسي عليهم ، وفي مرحلة التخلّي (ترامب): انحازت للإمارات والسعودية.
تحياتي
الفاتح الشيخ
6-ابريل -2025