منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

مر الحقيقة _28_ م. آدم محمد آدم عثمان يكتب : *حرب الكرامة*

0

مر الحقيقة _28_
م. آدم محمد آدم عثمان يكتب :

*حرب الكرامة*


في خضم العصف الذهني و الضعط النفسي و العصبي الرهيب و التحديات ماثلة متجسمة أمام القادة العسكريين السودانيين طاقم حرب الكرامة الكاهن الفريق أول البرهان و الأسد ياسر العطا و النمر كباشي و حارس العرين جابر و ورود كل الإحتمالات في الخاطر من هزيمةٍ تاريخيةٍ نكراء للجيش السوداني العظيم و سقوط الدولة السودانية و زوالها و محو تاريخها التليد و رميه في غياهب المجهول و إحتمالات الخيانة الواردة في مثل هذه الظروف و إحتمالات التدخلات الإقليمية و الدولية في البلد و إحتمالات الإنشقاقات الولائية و إحتمالات التصفية الشخصية و الكثير الكثير من اللامتوقع و الغير محسوب.

في هذا الجو العصيب كانت تسمية هذه الحرب ب(معركة الكرامة) و لهم العذر ألف مرة قادتنا.

في علوم الحروب و الإقتتال – و لسنا متخصصون في هذا المجال- و لكن تسعفنا اللغة و تساعدنا في الجرح و التعديل.

في علوم الحروب تتكون الحرب من عدة معارك قد تكون كبيرةً أو صغيرةً و قد يخسر أحد أطراف أو أحلاف الحرب عدد من المعارك و يكسب بعضها.

ما يهمنا هنا ليس الخوض في تفاصيل علوم الحروب و إنما إعادة تسمية هذا الإعتداء العالمي علينا بما يستحق من معنى يغطي و يشمل و يعم حجم هذه الجريمة التي أرتكبتها عدة أطراف في حق شعبنا و بلادنا لن ننساها و لن نغفرها.

هي (حرب الكرامة) بكل ما تعني هذه الكلمة من معاني و ليست معركة.

نعم خسرت قواتنا المسلحة الباسلة عدة معارك و فقدت أعظم مواقع و رموز سيادية شملت العاصمة المثلثة بما فيها من قيادة عامة للجيش السوداني و القصر الرئاسي و المطار الأول و الدولي في البلد و مباني الإذاعة القومية و التلفزيون و مصفاة البترول في الجيلي و لم يبقى في سيطرتنا غير مطار وادي سيدنا الحربي و قلعة الصمود و التحدي المدرعات في جنوب غرب مدينة الخرطوم و سلاح المهندسين في وسط مدينة أم درمان و قلعة سلاح الإشارة في وسط مدينة بحري و أحياء محلية كرري السكانية.

بل فقدت قواتنا المسلحة في فاجعة أكبر من سقوط الخرطوم فقدت العاصمة التاريخية الأولى للسودان الحديث مدينة ود مدني و سقوط الفرقة الأولى في الجيش السوداني في مدني و تلاها سقوط أم العواصم السودانية سنار أنا و التاريخ يبدأ من هنا.

كانت كلها فواجع و مواجع حرقت حشا الشعب السوداني و فقدنا فيها خيرة أبناء وطننا الكرام البررة و أشفق ساعتها علينا الأصدقاء و المحبين لشعبنا في العالم و أشتعلت الأماكن المقدسة و استعرت الأزمان المقدسة بالدعوات الصالحات للشعب السوداني و الجيش السوداني و الجنود السودانيين بالثبات و النصر.

و كانت إجابة الله سبحانه و تعالى سريعة و أنهالت الإنتصارات و الفتوحات على جيشنا العظيم بفضل من الله تعالى و صبر و عزيمة قادته الميامين و جندنا البواسل الذين أذهلوا العالم و هم يثبون كالأسود الضارية و شتتوا كتل الجنجويد الباغية و لونوا البحر بالدماء القانية و أبادوهم شر إبادة لا يستحقون غيرها جزاءاً حساباً في الدنيا قبل الآخرة.

هي (حرب الكرامة) كاملة الوصف و التوصيف و ليست مجرد معركة.

هي حرب عالمية و إقليمية شاركت فيها أكثر من سبعة عشر دولة ضد بلادنا تخطيطاً و تمويلاً و مؤازرةً و تغطيةً إعلاميةً و غطاءاً سياسياً.

إنها ليست معركة الكرامة و إنما هي (حرب الكرامة) التي عرفنا فيها الصديق حقيقةً من العدو الحاقد المتمظهر المتربص الرخيص المتحين بنا الفرص.

و هذا هو مر الحقيقة للأسف الشديد ليعيش الشعب السوداني واقعه و يستنهض هممه للذود عن أرضه و عرضه و كرامته و سيادته و إستقلاله.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.