مر الحقيقة _27_ م. آدم محمد آدم عثمان يكتب : *البر و الفجور*
مر الحقيقة _27_
م. آدم محمد آدم عثمان يكتب :
*البر و الفجور*
البر هو العطاء دون رجاء في جزاء إلا من بيده الجزاء و هو من صيغ المبالغة في الإحسان تفوق الإيثار و التفاني و هو أعلى درجة في البذل و الإخلاص.
وردت معاني البر في محكم التنزيل في حق الله تعالى مقرونةً بالرحمة (….. إنه هو البر الرحيم ….) و في حق الوالدين إحساناً و كذلك وردت مقرونةً بالتقوى. و عموما البر هو معنى إيجابي في كل الأحوال.
أما الفجور فهو من صيغ المبالغة في النكران و التطرف في العمل السلبي تجاه الطرف الآخر سواءاً كان هذا الطرف هو الإله الخالق أو أحد مخلوقاته.
معاني البر و الفجور وردت في محكم التنزيل متضادتين متلازمتين.
حرب الكرامة كانت فيصلاًُ مهماً في حق بلادنا و شعبنا و وطننا.
و ما الناس في هذه الحرب التاريخية إلا برٌ أو فاجرٌ.
الأبرار من بني السودان هم الذين خاضوا اللهيب و شتتوا كتل الجنجويد الغازية الباغية ذوداً عن الدين و الأرض و العرض و الكرامة.
هم من لم يبخل على هذا الوطن الغالي بالنفس و الدم، سقط شهيداً أو جريحاً أو أسيراً.
هم من قاتل في أي من جبهات المدافعة بالجهد و الدم و المال و القلم.
هم من ساهم مدافعاً عن وطنه في إحدى معارك حرب الكرامة قتالاً ميدانياً أو إعلامياً أو سياسياً أو إجتماعياً كافلاً ذويه و أخص في هذا المقام أبناء السودان المغتربين و القائمة تطول من هؤلاء الأبرار الكرام.
أما الفجار هم من سجل موقفاً مسانداً للمؤامرة اليهودية على السودان أرضاً و شعباً في أي من جبهات المواجهة قتالاً ميدانياًْ أو إعلامياً أو سياسياً و إجتماعياً.
إن أبشع صور الفجور في هذه الحرب هو ما أقدم عليه الفاجر اللئيم الدعي الحاقد نصر الدين مريسة في عدائه لوطنه و وقوفه مرافعاً و مدافعاً عن دويلة الدعارات العربية المتحدة عندما جرها أسود السودان عنوةً و إقتداراً كالفريسة للمثول أمام محكمة العدل الدولية ذليلة حقيرة، سالكاً طريق الخونة الفجار قبله عينة طه الحسين و حمدوك و برمة ناصر و بنات الصادق المهدي و أولاده الذين يتبعون أخواتهم.
إنه أحط أنواع العمالة و السقوط الأخلاقي و القيمي على مر العصور و التأريخ البشري.
لم يدري هذا الفاجر الدعي المنحط أن هذا الشعب هو معلم الشعوب و رجاله هم من علم الشعوب القانون و وضعوا لهم دساتير بلدانهم و وضعوا لهم أسس و ضوابط و لوائح نهضتهم.
لقد نسي هذا الفاجر الدعي المغتر بجهله أنه مجرد تلميذ نكرة في حضرات قمم سودانية قانونية لا يشق لها غبار.
لم يدري هذا الفاجر و لن يدرك أن السودان شعباً و جيشاً و قيادةً أصبح مفخرةً للشعوب الحرة و ملهماً للشعراء و مدرسةً في فنون إدارة الحروب و المعارك العسكرية حيرت جبابرة الأرض العالميين الذين يسعون الآن إلى التودد إليه ليتعلموا منه كيف يكون الحفر بالإبرة.
إن مر الحقيقة أن دولتنا ضعيفة و متهاونة إلى حد الخجل تجاه هؤلاء الجرذان و لا يلقون جزائهم الجزاء الأوفى لأنهم أمنوا العقاب و من أمن العقاب أسآء الأدب.
أوجب واجباتنا اليوم و نحن نستشرف العهد الجديد في سودان العزة و الكرامة أن نسن قوانين واضحة تجرم هؤلاء الفجار و أن نصليهم جحيم الدنيا هنا قبل جحيم الآخرة و أن لا نسمح لدولةٍ كائن من كانت أن تمس كرامتنا و سياداتنا برعاية هؤلاء الفجار الفجرة.
هذا هو مر الحقيقة للأسف الشديد ليعيش الشعب السوداني واقعه و يستنهض هممه للذود عن أرضه و عرضه و كرامته و سيادته و إستقلاله.