منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

عكس التيار /  بدر الدين اسحق احمد يكتب :  *الحوار المباشر بين الامارات والسودان ما بين الضرورة والخيار الإستراتيجي*ء

0

عكس التيار /

بدر الدين اسحق احمد يكتب :

*الحوار المباشر بين الامارات والسودان ما بين الضرورة والخيار الإستراتيجي*

 

*تقديم….*
* تظل قضية إعادة فتح قنوات الحوار المباشر بين جمهورية السودان ودولة الإمارات العربية المتحدة في ضوء القطيعة الدبلوماسية والتطورات الإقليمية والدولية الي جهد بناء وموضوعية في التعاطي وواقعية في الرؤية.
* أن الحوار رغم مخاطره يبقى خياراً استراتيجياً لا بد من التعامل والتعاطي عبره من خلال آليات دقيقة تحفظ السيادة الوطنية وتستهدف تحقيق مصلحة السودان العليا.
*خلفية العلاقة وطبيعة الأزمة*
* يرتبط السودان والإمارات بعلاقات تاريخية وثقافية ودينية عميقة تجسّدها العضوية المشتركة في جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.
* غير أن هذه العلاقات شهدت توتراً حاداً إثر قرار مجلس الدفاع والأمن السوداني قطع العلاقات الرسمية في مايو 2025 متهماً الإمارات بدعم قوات الدعم السريع في الصراع الدائر.
* الإمارات طرفاً رئيسياً في اللجنة الرباعية الدولية (الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، السعودية، الإمارات) للوساطة في الأزمة السودانية.
* قدمت الامارات مقترحات تشمل هدنة إنسانية وانتقالاً مدنياً لحل الازمة في السودان .
* يستند الدفع نحو الحوار إلى مبادئ إسلامية راسخة تحث على الصلح وإطفاء نار الفتنة، كما في قوله تعالى: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} [الحجرات:9]، وقوله: {الصُّلْحُ خَيْرٌ} [النساء:128].
* هذه المبادئ تشكّل إطاراً قيمياً مشتركاً يمكن البناء عليه لتجاوز الخلافات السياسية.
*الاعتبارات الاستراتيجية والواقعية المعززة للحوار*
* تمتلك الإمارات نفوذاً مباشراً على مجريات الحرب في السودان بوصفها داعماً رئيسياً لقوات الدعم السريع .
* قد يكون التفاوض المباشر مع الداعم الأساسي للدعم السريع طريقاً سريعاً نحو وقف إطلاق النار.
* المصالح الاقتصادية والإستراتيجية المتبادلة بين البلدين تشكّل حافزاً للإمارات للانخراط في حلّ عملي.
* الوجود المجتمعي السوداني الكبير في الإمارات يخلق واقعاً ديموغرافياً واجتماعياً يفرض تعاوناً ثنائياً.
*الإسهامات التنموية والإنسانية الاماراتيه*
* الإمارات هي ثاني أكبر مانح للمساعدات الإنسانية للسودان منذ بداية الحرب حيث قدّمت أكثر من 784 مليون دولار عبر قنوات الأمم المتحدة.
* تاريخ طويل من المساعدات التنموية يخلق رصيداً من الثقة يمكن استثماره في قنوات اتصال غير سياسية.
*التحديات والمخاطر المحيطة بالحوار*
* خطر نزع الشرعية عن الحكومة السودانية الحالية.
* تقويض سيادة الدولة السودانية .
* تأجيج الاستقطاب الداخلي بين مؤيدّي ومعارضي الحوار مع الإمارات.
* رفض الإمارات الاعتراف بشرعية أي من الأطراف المتحاربة يمثّل تحدياً لجوهر التفاوض.
*الإشتراطات السودانية*
* الرفض القاطع لأي محاولات لفرض أجندات خارجية.
* رفض النفي الإماراتي لتقديم دعم عسكري لا يتوافق مع الرواية السودانية الرسمية.
*المسارات العملية المقترحة للحوار*
* حوار غير مباشر عبر وساطة دولية أو إقليمية موثوقة لبناء تفاهمات أولية.
* التركيز في الحوار علي القضايا الإنسانية (المساعدات، وقف إطلاق النار).
* اجتماعات الخبراء بين مسؤولي البلدين لمناقشة المصالح المشتركة المباشرة.
* دمج الحوار الثنائي ضمن آلية اللجنة الرباعية للحفاظ على الشفافية والضغط الدولي المتوازن.
*الضوابط الأساسية*
* استبعاد الشأن السياسي الداخلي للسودان من النقاش الثنائي المباشر.
* وضع أطر زمنية واضحة وأجندة محدودة.
* الفصل الواضح بين ملف المصالح الاقتصادية والإنسانية وملف التسوية السياسية.
* الحوار كخيار صعب وضروري
* يظلّ الحوار المباشر بين السودان والإمارات خياراً محفوفاً بالمخاطر ولكنه ضروري من منظور المصلحة الوطنية العليا. *نجاح هذا الحوار مشروط بـ:*
* دخول السودان إلي الحوار من موقع المصلحة الواضحة وليس الضعف.
* الحفاظ على تماسك الموقف الداخلي
* استخدام التحالفات الإقليمية والدولية لموازنة النفوذ الإماراتي.
* الفصل الواضح بين الحوار من أجل المصالح المشتركة والحوار من أجل التسوية السياسية.
* يجب أن يكون الهدف الاستراتيجي هو تحويل هذا الحوار من أداة ضغط إلى جسر للسلام المستدام يحفظ سيادة السودان ويوقف نزيف الدماء وهو ما يتوافق مع القيم الإسلامية المشتركة والدعوة إلى “إطفاء نار الحرب”.
*بدر الدين إسحاق أحمد*
6 ديسمبر ٢٠٢٥م

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.