منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

أفق جديد توفيق جعفر يكتب *قراءة في خطاب الحركة الإسلامية السودانية : (٣/٣) ماهي مسببات تداعي تجربة حكم الإسلاميين ؟*

0

أفق جديد

توفيق جعفر يكتب

*قراءة في خطاب الحركة الإسلامية السودانية : (٣/٣)
ماهي مسببات تداعي تجربة حكم الإسلاميين ؟*

ولعل واحدة من أسباب ذيوع خطاب الحركة وفكرها المتجدد، هو حالة السهولة في أنظمة الحكم المتعاقبة، حتي الأنظمة العسكرية المستبدة لم تعدم قيادات الإسلاميين، فقد كان المزاج السوداني المتسامح حاضرا عند الحكام، فلم تجر تنفيذ أحكام ، كما حدث فى مصر ( اعدام الشهيد سيد قطب ١٩٦٧م)، فقد كان كبت الدولة المصرية حادا في تعاملها مع جماعة الإخوان المسلمين هناك ..!
ولم يجد خطاب الدعوة ، الذي تبنته إنتشارا بسبب تسليط الدول العربية ذات الأنظمة العلمانية العسكرية ، فقد اعتبر من يؤمن ويلتحق بجماعة الإخوان مجرما بنص القانون ..!
ففي سوريا ولبنان، وتونس كبتت حركة الإتجاه الإسلامي بقيادة راشد الغنوشي ، ثم اتيح لها من بعد العمل فقاد الغنوشي البرلمان التونسي من بعد ..
وكان الحكم مركبا صعبا علي اسلاميي السودان، فقد فتن فيه غالب قياداتهم، والمهم أنه لم تكن لهم إجابات منهجية نابعة من الفكر الإسلامي، علي مجموعات أسئلة متجددة ، وطارئة في التعامل الحياتي، والتجاري، في الربا، في الموسيقي في جملة تحديات واجهت تجربة حكم الإسلاميين ..!
لم ينتبه الإسلاميون لمشىوعهم المثالي النظري في القدوة، والأنموذج فقد أغتني غالبهم، ودخلوا السوق من باب السلطان، فقد كانوا فقراء معدمين ..!
بسط الحاكم لنفسه، ولمن يريد الشركات، ومنح التسهيلات، والوظائف ذات العائد المجزي والمربح ..!
وحتي الوظائف ذات الأهمية السيادية والصبغة الأمنية فقد منعوا عنها الإخرين حتي من المؤهلين بالشهادات العليا ..!
اما القوات المسلحة، والشرطة وأجهزة الأمن فقد بسطوا سيطرتهم عليها، وهذا شئ طبيعي لتأمين السلطة ..
يمكنني القول ان الحركة كانت ذات خطاب يقع في الإطار الثقافي العربي، ولم يكن له أمتدادات في أقاليم ذات نسيج عرقي إخر ..
وهي مشكلة وتحدي واجه الإسلاميون، رغم وجود قيادات فذة من تلك الأقاليم ذات الخصوصية غير العربية، وهو ما واجه الحركة بعد إنشقاق د. خليل، وتمرد عناصر مهمة من شباب الاسلاميين المخلصين من أبناء دارفور معه، وإحساسهم بالتهميش، فحدث تمرد مسلح، وسموا حركتهم ( العدل والمساواة) فكان للإسم ودلالات ومعاني ..!
كشف الإنشقاق عورة القيادات التي تناصرت ضد الترابي، فلما انتصروا سرعان ما أختلفوا في صراعات خفية، داخل المؤتمر الوطني، ولعل غياب القدرات المعرفية والفكرية الكلية لهؤلاء جعلهم يتصارعون حول كرسي الرئاسة، فقد جعل ألإنتصار للرئيس مجدا، فأصطرع حوله نائبه الأول، ومساعده د. نافع ..فواحد يريد تقديم الآخر قربانا للرئيس ، بينما يريد نافع الترشح لرئاسة الجمهورية بنفسه ..!
مما أغضب الرئيس تطاول نافع عليه، فعزله من جميع مسؤلياته التنظيمية ومن مساعد الرئيس، ثم أعفي نائبه الاول علي عثمان طه كذلك، رغم تأييده له ..!
اما الترابي فقد أسس المؤتمر الشعبي ، ومزج فيه أهل دارفور وصبغهم بمظلومية المركز وحرضهم، واثارهم عاطفيا ضد المؤتمر الوطني بتشكيله الجديد ..!
وهكذا أختلط حابل الإسلاميين بنابلهم، وصرع مشروع المعاني المحمولة نظريا، وأشتد الصراع ، فاعتقل الترابي مرارا وتكرارا ..!
بعد إبعاد التيار المناؤي لترشيح البشير، صفا الجو مؤقتا ، وكبلوا الرئيس ببرنامج فطير ليس له علاقة من قريب، ولا بعيد ، إلا من رئيس يطلب تكرار انتخابه كل خمسة سنوات، مثل أي طاغوت إخر ..
ونواصل
tawj9349@gmail.com / 0112840650

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.