منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

*د. محمد الشيخابي..* *اضانك يا برهان…*

0

*د. محمد الشيخابي..*

*اضانك يا برهان…*

محمد صالح ابراهيم الشيخابي

حين تصمت الدولة يتكلم الرماد ..
حين ينهار الجدار ..يعلو صوت الجراح ..

هذا ليس مقالا ً صحفيا ً .. هذه صرخة وطن …!!

سيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي…

أعر أذنك لشعبك، أنصت إلى نبضه، وشارك وجعه، ولا تجعل بينك وبينه هذا الجدار الصامت من البلاغات الرسمية والخطب البروتوكولية.

سيدي الرئيس :
دع الشعب يشعر بأن هذه الدولة تُمثله، وأن الحكومة تعيش حياته — تعيشها بكل ما فيها من ألم وأمل. فليست الدولة حاكمة إن لم تكن حاضنة، وليست القيادة راشدة إن لم تكن مستمعة.

لقد صبر هذا الشعب صبرًا يضاهي صبر الأمم. صبر على تأخر النصر، على النزوح، على التشريد، على القتل والمجازر. صبر على مرارة الخبز المفقود، وعلى مياه مقطوعة في قيظ الصيف، وعلى طفل مريض لا يجد دواءا ً.

لكنه لم يفقد ثقته في جيشه، عن نفسي ظللت طيلة عامين أقول: “الجيش دا عندنا زي الهلال.. بنحبو لو غالب، لو مغلوب، لو متعادل، حتى لو انسحب، بنقول أكيد الإدارة عندها أسباب، وبرضو بنشجعو، بنحبو لو المنافسة اتلغت، لو الكورة اتفرتكت والحكم دقوهو!”

صبر الشعب عليك سيدي الرئيس و أنت محاصر مع جنودك البواسل و قدر لكم صبركم و تضحياتكم ..
احتفل الشعب معك، سيدي الرئيس، بفنجان قهوة، لأنه رأى فيك رمز السيادة والخلاص من مليشيا مدعومة من الخارج. الشعب صبر على الجيش وهو محاصر و مدافع ، أفلا يصبر عليه وهو يتقدم اليوم بثبات من نصر إلى نصر؟

ولكن… الآن، هذا الشعب الجريح يشعر بإهانة بالغة… لأن دويلة صغيرة، بدأت بخيمتين ومعزة ، تطورت على أكتاف السودانيين، تضربنا في عواصمنا: السياسية في الخرطوم، و الوطنية في ود مدني، والميناء الاستراتيجي في بورتسودان… ونحن لا نرد!

حين سكتت الإنقاذ عن احتلال مصر لحلايب، تجرأت مصر نفسها على شلاتين. وحين أدركت الدول من حولنا أن هذا البلد بلا هيبة، توالت علينا الضربات: إثيوبيا احتلت الفشقة و الكرمك، يوغندا اقتطعت فرجوك، أريتريا تمددت إلى همشكوريب و هددت طوكر و مرافيت، والآن الإما.رات تقصفنا من البحر والجو… ولا رد!

*(( حين يغتصب أحدهم إبنتك … لا تدعي الحكمة))* !!!
الحكمة هنا تكون فقط بمقدار ما تحدد المكان المناسب للقتل و أين تغرس سكينك في جسم المغتصب لترسله للجحيم ..

الضعف، يا سيادة الرئيس، يغري العدو. والسكوت عن الإهانة ليس حكمة، بل خيانة لأمانة الدفاع عن الوطن.

فكيف نرفع شعار *”المجد للبندقية”* إن كنا لا نرد على من يقصف الميناء ويدمر العواصم ويشرف على تموين مليشيا عابرة للحدود؟

العالم اليوم لا يحترم إلا الأقوياء. لا يؤمن إلا بمن يفرض نفسه على الطاولة. القوة ليست في عدد الطائرات و القواعد العسكرية ، بل في قرار شجاع يُتخذ في لحظة وطنية خالصة.

ضربات موجعة ودقيقة لأهداف عسكرية إما.راتية، وضرب قواعدها في البحر الأحمر والخليج و المحيط ، ستعيد شيئًا من التوازن وستوقظ الرؤوس التي أذهلها الوهم و ادارتها الخمر …

ونقولها للمرة الألف: ليس بالضرورة أن تكون أقوى من خصمك لتحدث فيه ضررًا بالغًا. أفغانستان هزمت الروس و من بعدهم الأمريكان، والحوثيون يقصفون تل أبيب وأبوظبي يوميا ً، وقبلهم فيتنام… دروس لا تُنسى.. هذا ليس إرهابا ً .. فالمواثيق و القوانين الدولية تكفل للدول حق الدفاع عن أراضيها و سيادتها و أمنها القومي ..

أمن البحر الأحمر ليس شأنًا سودانيًا فقط، بل خط أحمر لقوى كبرى. وقطار المصالح الدولية يمر عبر بورتسودان كما يمر عبر دبي.

إن ضربات دقيقة موجعة لأهداف عسكرية و نفطية إما.راتية – من باب الرد و المعاملة بالمثل – دون تهديد للمدنيين – ضربات في الموضع الصحيح و في التوقيت الصحيح، كفيلة بأن تخفض التصنيف السياحي والمالي والعسكري لدويلة الشتات الإما.راتية مهما بدت متماسكة في الظاهر.

سيدي الرئيس… لقد تم إجبار السودان على دفع فاتورة ” المدمرة كول” الأمريكية من غير ذنب و بتهم ملفقة لم تثبت قضائيا ً ، فهل يُعجزكم أن تفعلوا ما يستعيد لنا هيبة الوطن؟
الى الجيش السوداني الباسل العريق و جهاز الأمن السوداني الذي يعد من أقوى عشرة أجهزة مخابرات في العالم : لن يعجزكم أن تجدوا طريقا ً أو طريقة تلحقون بها أذى ً جسيما ً و ضررا ً بليغا ً لأهداف عسكرية و نفطية في دولة بدأت بمعزتين و خيمة ؟؟

د. محمد الشيخابي..
مايو 2025

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.