منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

 جعفر قنديل يكتب..  *تكوين الهوية*

0

جعفر قنديل يكتب..

 *تكوين الهوية*

تمر الأيام بنا وهى جزء من الشهور و شهر على شهر تتكون السنوات وهي قياس العمر وتعاقب الأقدار في تعزيز لمعنى سر وجود الله جل جلاله.. الذي قدر كل شيء لخلقه كيفما شاء وجعل لهم صفة (الهوية) ينادى بها كل واحد بين العالمين.

و يرى الكثير أن تحديد “الهوية” يأتي من مبدأ القبيلة وبعدها يذهب كل واحد إلى شكل جديد في الحياة يسمى دولة القبلية أو قبيلة الدولة ..

هنالك من يرى أن لكل دولة هوية تفتخر بها. من مكونات القبائل واللغة والديانات السماوية كلا على حده. ولها حدود جغرافية كانت هذه الحدود في ظل مستعمرة أم وصاية عليها من خلال تاريخ وواقع معاش. ولكن نجد الاندماج السلوكي والتداخل الأهلي رغم التعدد القبلي كان هو قلب وروح اتفاق الهوية المحكم في تكوينها . يعني لا تتدخل ولا تتحكم فيها القبيلة والآراء الخارجية …

وفي بعض من الدول وبعد ذهاب المستعمر عنها وعلى نفس الحدود تأتي أولى الصراعات والاتهامات والتهديد بالتفكيك المجتمعي وحب “الهوية الخاصة” والمنحدرة من مجموعة قبلية ذات أهداف تأتي منها روح الأنانية والسيطرة على الهوية والسيادة بتلك الدول.

ويبدأ بعد ذلك إصرار المنافسة على عدم التواضع وكل واحد يرى أنه كمكون أساسي في الوجود العددي وبذلك هو الأكثر استحقاق باسم الهوية ويمثل شرف السيادة الكاملة على كل أمر البلاد ودون الرجوع إلى الشورى.

الشيء الذي لا يراه أكثر الناس في عوالم البحث عن ” الهوية” هو انعكاس مفاهيم الحياة في كل مؤسسات الدولة من مشاركة فعلية لكل فرد بها وبخلاف الانتماء القبلي والمناطقي في الدولة ومعهم وبهم يكون مفهم الاندماج الشعبي مكون “الهوية الحقيقي”.. وبعدها تكون هنالك هوية قدمتها الدولة من خلال دستور وشورى متفق عليها تحكم روابط الحياة المختلفة في حدود الدولة وتفصل فيها من خلاله مصالح أهل البلاد جميعهم سواء .

ويبدأ الدستور الحاكم دوره الأول بتفسير كلمة
” الهوية” وهى أيها (الشعب السوداني)…
من هنا كنا سودانيين وكم هى واضحة الأسم والمعنى..

كما كان إلى المصريين بلاد مصر هم أهلها وكانت هى هويتهم.. ويفتخرون بها حول العالم.
وغيرها من مسميات تشكيل الهوية حول العالم. وهي المسمى المهم في حياة كل إنسان يعتز ويفتخر به بين الناس.

نحن أرض النيل ما زال النيل يجري بينا أم تغير مجراه عنا خوف من اختلاطه بدماء الخلاف بيننا. ولكن يبقى وهو مشكل وجدان السوداني بأصالة الانتماء وشرف الوطن عزة وكرامة وكل معاني الفخر والنصر من قديم الزمان.

نحن في السودان .. هل الهوية هى أصل الحرب؟
وخلاف القبائل في حدود المدينة الواحدة يؤدي إلى حرب.. ولكن من الأجدى جعل كل قبيلة تعيش في دولة لوحدها!!
أم هنالك أسباب أخرى لقيام الحرب؟
هنا نجد أن الفهم أعمق من أن يكون حالة من خلق الفوضى وعدم إستقرار الأوضاع الأمنية في السودان وعلى خلفية الخلاف القبلي والمطلبي.. ولكن من سعو نحو تعميق خلاف الهوية نسوا أن إجتماع هذه الهوية تشكل بقدر الله ومنذ سبعة ألف سنه قبل الميلاد توارثته الأجيال.. وأرادها الله في هذه الأرض.. أرض السودان بكل مكوناتها الوجودية في صفاء النيه وكرم المعشر.

ومن زاوية أخرى نجد في كثير من الدول أن” اللغة” لعبة دور في تأسيس هوية الدولة ما بعد الحقبة الاقطاعية الأوربية مثل فرنسا وألمانيا وغيرها..
وتراجع الدولة العثمانية فيما بعد مع تداخل الوصاية الاستعمارية على عدد من دول العالم المستعمرة وخصوصا العربي منها..
والمهم هنا ملاحظ نشأت الهوية من خلال هذه الأحداث التاريخية التي خرج منها كل الوجود من الهوية الدولية الحالية حولنا.

علينا فهم الواقع من وجد ” الهوية” والتي كانت أساس لعدد من الصراعات في داخل وخارج الدول وعليه كانت نقطة ضعف تم استقلالها إلى تدخلات خارجية في بعضها..

أما (الهوية) التي جاءت من فهم العشرة وروابط الحياة ومن منبع الأخلاق المتأصل في الشخصية سميت ” الهوية السودانية ” وهذا يكفي لها أساس وعليها تبنى دولة السودان شعباً.. علم ومعلم لكثير من شعوب العالم..
هوينتا روح الوطن ونحن للوطن فداء..

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.