خالد مصطفى الصديق الفزازي يكتب : *من يُكرم هؤلاء ؟ قرشي الأرباب نموذجًا* *رسالة إلى الفريق أول عبد الفتاح البرهان وإلى السيد مدير جهاز المخابرات العامة*
خالد مصطفى الصديق الفزازي يكتب :
*من يُكرم هؤلاء ؟ قرشي الأرباب نموذجًا*
*رسالة إلى الفريق أول عبد الفتاح البرهان وإلى السيد مدير جهاز المخابرات العامة*
السيد الفريق أول عبد الفتاح البرهان ،
السيد مدير جهاز المخابرات العامة ،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
تحية احترام وتقدير، وبعد …
سأحدثكم اليوم عن شاب سوداني جسّد أسمى معاني الوطنية والانتماء . شاب نشأ من رحم القوات المسلحة ، وورث من والده روح الانضباط والولاء ، هو ابنكم وابن المؤسسة العسكرية : قرشي الأرباب .
في صمت وبعيدًا عن الأضواء والإعلام ، قام هذا الشاب بعمل بطولي واستثنائي أثناء احتلال مليشيا الدعم السريع لمنطقة حلفاية الملوك ، حيث تعرّض للاعتقال من قبل المليشيا ثلاث مرات . ورغم خطورة انكشاف هويته كعنصر مرتبط بالقوات المسلحة ، فإنه واصل عمله الوطني دون تردد أو خوف .
لقد كان عنصرًا فاعلًا في خدمة مجتمعه المحلي ، حيث أشرف على تسيير الخدمات الأساسية من كهرباء ومياه وصحة ، لكنه في ذات الوقت كان عَينًا ساهرة وقلبًا نابضًا بالولاء ، يعمل استخباراتيًا بكفاءة عالية ، ينقل المعلومات الحيوية والدقيقة عن مواقع وتحركات العدو ، مراكز قيادته ، منظوماته ، ومدافعه وأجهزة تشويشه ، وكان يصحّح الإحداثيات لضربات المدفعية والطيران .
بل ذهب أبعد من ذلك : نجح في اختراق صفوف المليشيا بزرع خلية استخباراتية داخلها ، وقد أسهمت هذه الخلية في كشف معلومات شديدة الحساسية أسهمت بدورها في شلّ فاعلية المليشيا وضرب مواقعها المؤثرة ، مما مهّد الطريق لتحرير مدينة الحلفاية ومن بعدها مدينة بحري .
وتعرّض قرشي لمحاولة اغتيال كادت تودي بحياته ، ومكث بسببها في الفراش لأكثر من شهرين ، لكنه عاد إلى الميدان بعزيمة أشد وهمة أقوى ، مواصلًا نقل المعلومات ، وتحديد أماكن المدافع والراجمات والتجمعات .
ولم يكتفِ بذلك ، بل واصل أداء واجبه بعد التحرير :
أعاد تأهيل قسم الشرطة بعد إحراقه ،
أسهم في تشغيل المركز الصحي والمدارس ،
نظم إعادة فتح السوق وصيانة البنيات التحتية ،
وشحذ همم شباب الحلفاية للانخراط في الجهد الوطني .
ورغم كل هذه التضحيات ، نال ظلمًا إداريًا من إحدى مؤسسات القوات المسلحة ، لكنه صفح وتسامى على الجراح ، متمسكًا بمبدأ أن العدو هو الأولوية ، وأن وحدة الصف فوق كل اعتبار .
السيد القائد ،
لقد تابعنا كيف كُرّم البعض لمواقف إعلامية في مواجهة المليشيا ، لكن ألا يستحق من ضحى بحياته وقدم عملًا أمنيًا وعسكريًا متكاملًا من خلف خطوط العدو أن يُكرّم ويُحتفى به؟
إن تكريم قرشي الأرباب اليوم ، هو رسالة أمل لكل من يعمل في الظل خدمةً لهذا الوطن ، وتأكيد أن السودان لا يزال ولودًا برجاله المخلصين القادرين على الانتصار في أشرس الميادين .
ليتكم تستجيبون ، فأنتم القادرون على إنصاف الأبطال الحقيقيين .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
المخلص لكم :
*✍المهندس / خالد مصطفى الصديق الفزازي*
—–
*