مسارات
محفوظ عابدين
*حصار كامل إدريس*
قبل ان يتوهط رئيس الوزراء الجديد كامل إدريس في كرسي رئيس المجلس ويدير عمله بالرؤية التي يتطلع إليها اهل السودان فقد حاصرته الشائعات ونسبت إليه التصريحات وقد تكون هذه جزء من الخطة التي تستهدف هذه الخطوة التي أقدم عليها مجلس السيادة في اختيار رئيس وزراء يدير الحكومة الانتقالية ولعل أولى هذه الاعمال هو التصريح المنسوب لكامل إدريس بشأن اخفقات بعثة الحج في توفير الخدمات للحجيج من أهل السودان ،وجاء التصريح (حادا)بعض الشيء وفيه (وعيد )و(تهديد)،وهو ما لا يتفق مع رجل (دبلوماسي) وعمل في منظمات دولية. ولايليق هذا التصريح برجل دولة معني بكل قضايا المواطنين ان يتخذ تصريحا كهذا من دون ان معلومات كافية وكما معلوم ان لانه لايوجد وزير للشؤون الدينية والاوقاف المسوؤلة أصلا من هيئة الحج والعمرة حتى ترفع لرئيس الوزراء المعلومات الكافية كما حدث في موسم الحج وماتناولته وسائل التواصل الاجتماعي من اخفاقات وتقصير في الخدمات المقدمة الى الحجاج رغم انهم دفعوا اموالا طائلة من اجل اداء هذا الركن دون مشقة اوتعب.
ولعل التصريح المنسوب الى رئيس الوزراء ونفته بعد ذلك الجهات المختصة في مجلس الوزراء فقد هذا التصريح (محبوكا) بعض الشيء ووقعت كثيرا من المواقع الاخبارية في المصيدة وزادت من دائرة نشره بعد ان بثته في مواقعها ،كأنه تصريح حقيقي وهذا العمل يؤكد ان رئيس الوزراء سيقع في كثير من المطبات (الارضية) والمطبات (الهوائية) بسبب مثل هذا النوع من التصريحات المنسوبة إليه خاصة في التصريحات ذات الأبعاد (الدولية) و(الإقليمية). خاصة وإن رئيس الوزراء شرع في مقابلة بعض السفراء مثل سفير تركيا وسفير المملكة العربية السعودية وإن جاءت هذه المقابلة للسفير السعودي في الأطار الثنائي ودعم المملكة العربية السعودية الى السودان حتى يتجاوز اثار الحرب المدمرة التي خاضها السودان لاكثر من عامين.
ولكن السفير السعودية هذا كان جزءا من اللجنة الرباعية المكونة من امريكا وبريطانيا والسعودية والامارات ،وكان هدفها (الظاهر) هو متابعة تطورات الانتقال السياسي السلمي في السودان ودعم التحول الديمقراطي بعد ذهاب حكم الرئيس عمر البشير ولاحقا دعم الجهود في وقف القتال الذي نشب في العام 2023م
واللجنة الرباعية انتهت دورها السياسي والدبلوماسي مع( الطلقة) الاولي واصبحت عند اهل السودان (مطلقة) بالثلاثة لانها كانت جزء من( الأزمة)ولم تكن جزءا من (الحل) وصارت عند اهل السودان نذير( شؤم) لا بشارة (خير)
ولهذا كانت مقابلة رئيس الوزراء للسفير السعودي وإن كانت في الإطار الثنائي إلا انها اعطت شعورا بان اللجنة الرباعية لم (تمت) بعد ولا زالت (تفرفر) وفيها بقية من (روح).
وتصريح الحج المنسوب لرئيس الوزراء ومقابلة السفير السعودي اعطت مؤشرات ان رئيس الوزراء سيقع في براثن الحصار والمخطط لافشال تجربته خاصة وإن وجد ترحيبا من الشعب السوداني بما فيه قواه السياسية.
وهذا الأمر يتطلب من السيد رئيس الوزراء كامل إدريس ان يحكم قبضته ويحقق اهدافه التي من اجلها جاء لهذا الموقع وان لايتيح فرصة لكل المخططات التي تعمل سويا من اجل افشال مهمته وهي العبور بالسودان الى مرحلة تتجاوز اثار الحرب والاحتقان السياسي الى إعادة البناء والأعمار والتأسيس للتنمية والنهضة.
