رسالة أمل ✍ أم نزار *الأبيض حضن الوطن وسماحة القلب في وجه المأساة*
رسالة أمل
✍ أم نزار
*الأبيض حضن الوطن وسماحة القلب في وجه المأساة*
في لحظة سوداء من رحم الوطن و عمر كردفان حين اختلطت دموع النساء بأنين الأطفال وصرخات الرجال زحفت أسر بأكملها من محلية الدبيبات إلى مدينة الأبيض هربًا من نيران الدعم السريع ومن حالفهم أولئك الذين لم يراعوا حرمة الدم ولا حقوق الطفولة فكان التشريد والدمار نصيب من لا ذنب لهم
لكن الأبيض كما عُهدت دومًا لم تُدر ظهرها ولم تتوانَ عن فتح قلبها وبيوتها لكل قادمٍ منهك لكل أمٍ فقدت مأواها ولكل طفلٍ جفَّ حلقه من الخوف احتضنت المدينة الجميع من غرب كردفان وجنوبها بوجهٍ بشوش ويدٍ ممدودة في مشهدٍ يُجسد معنى التلاحم السوداني الأصيل شيكان روحٌ تنبض بالخير هي أم خيرا جوا وبرا عنوان للكرم وملاذ للضعفاء لا تفرق بين من جاءها جائعًا أو خائفًا أو مكسورًا وقد أثبتت الأيام الأخيرة أن الإنسان السوداني مهما اشتدت عليه المحن يظل وفيًا أرضه كريمًا في عطائه نقيًا في تسامحه
نعم جراحنا غائرة ولكن بين ثنايا الألم وُلد أمل جديد وشهدنا كيف يمكن للإنسان السوداني أن يتحول من ضحية إلى سند من مكلوم إلى شريك في تضميد الجراح
الأبيض اليوم هي شاهد حيّ على أن الوطن لا يُختزل في الجغرافيا بل يُولد في القلوب في التضامن في التسامح وفي الصمود ورغم ما جرى فإننا شعب لا يعرف الحقد لكنه لا يقبل استغلال الوطن ولا المساومة على ترابه فلنكتب جميعًا في سجل التاريخ الأبيض قلب و نبض السودان وضمير الأرض الطيبة