خواطر قلم 164
د. مهندس سامي السر ابو زينب يكتب :
*ما بين القلب الساري والعقل المماري*
*مدخل*
المصطلحين للعلامه المغربي فريد الانصاري عضو المجلس العلمي الأعلى بالمغرب و رئيس قسم الدراسات الإسلامية بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس يبين فيهما ان هذا الدين جاء ليستوعب القلب بكل مشاعره واحاسيسه ودفقاته… والعقل بكل افكاره وخواطره وعملياته… اي خلل بينهما يؤدي الى خلل في التدين … استخدمت المصطلحين في هذه الخاطرة
⬇️⬇️
ما بين القلب الساري والعقل المماري يكتمل هذا الدين في التصور عندما لا يطغى احد هذين الجهازين على بعضهم البعض.. القلب الساري والعقل المماري .. خلق الله القلب للمشاعر والاحاسيس الجياشه وخلق العقل للجدل والمناظره والمماراه… ان هذا الدين يعتمد على التناغم الشديد الى حد الابداع والطرب بينهما والانسجام والتكامل على مستوى الفرد وعلى مستوى المجتمع.. كلما كانت الدوله والصوله والملك للقلب الساري سابحاً في عالم الملكوت بكل مشاعره واحاسيسه الجياشه… وكان كل ذلك وفق ضوابط وشروط وموانع العقل المماري المنضبط… ورغم ان الملك والصولة والجوله للقلب الساري الا انه في عروجه الى عوالم الملكوت ملكوت السماوات والارض ينضبط وهو يسري ويحلق بضوابط وشروط العقل المماري المستقيم… وهنا يسعد العقل المماري بدوره وزيراً كبيراً… ومرشداً اميناً… وماكينة ضخمه … في تفعيل وهيكله وترشيد حركه القلب الساري… الذي قد تتجاوز سرعته سرعه الضوء بما لا يقاس… انه *هارموني* التصور الاسلامي – اذا جازت العبارة – للوجود ولحقائق الكون والحياه والانسان .. طغيان احداهم على الاخر يولد حالات من الفساد في التدين ينبهر بها الشيطان نفسه – اعوذ بالله من الشيطان الرجيم- ما بين القلب الساري غير المنضبط بالعقل المماري والذي يتحول إلى شبيه مكوك في فضاء عالم الملكوت فقد السيطره… واصبح متوقع اصطدامه في اي لحظه بجرم من اجرام السماء تهوي به في نار جهنم… اما العقل المماري عندما يسيطر ويلغي ويضعف حركه القلب الساري… فلا حول ولا قوه الا بالله … انه الدرك الاسفل من جهنم حيث النفاق والشقاق وسوء الاخلاق ويحسب المرء انه يحسن صنعاً … حيث يصبح الجدل عباده … فلقد مات القلب الساري ودفن او أنه عزل وسجن في غيابات جب النفس… كلما كنت مجادلا أرايتيا كل ما اخذت مكانا عليا بين المنافقين.. كيف تبحر سفينة نفسك بين اصحاب القلوب الساريه الغير منضبطه المدروشة واصحاب العقول المماريه المنافقه
*سؤال مفتوح*
لكن اظن ان البدايه أن تنكفئ على نفسك وتبحث عن قلبك الساري وعقلك المماري اين هم؟ ما هي العلاقه بينهما؟
أين انت في عوالم النفاق الشقاق وسوء الأخلاق أم في عوالم الدجل والهوى والدروشه؟
ثم أسال وأدعو الله بصدق خالق هذين الجهازين وتمحض اليه وتزلف.. فلا نجاة الا بخالقهما الواحد الفرد الصمد لكي يقدر الله لك ان تكون فراشه او مع فراشات اخرى ترفرفون باجنحتكم الصغيرة صانعون اعاصير الإصلاح والتغيير لهذا الواقع اليابس (كما في نظريه الفراشه في التغيير المناخي للدكتور ادوارد لورينز)
مودتي
ابو زينب
متخصص في السلوك التنظيمى بالمنشأة الصناعية
جامعة الملك خالد
الكلية التطبيقية
الأحد
18 رمضان 1444
الموافق
9 / أبريل 2023
حي طيب الأسم – خميس مشيط
الساعة 8:30 ص
