جيو سياسية/
إدريس آيات يكتب :
*إيران تتوعّد باقتصاد تل أبيب: الحرب تدخل ممر الطاقة*
في تصعيد خطير يُنذر بانزلاق الصراع إلى حافة الهاوية، حذّر مسؤول رفيع في الحرس الثوري الإيراني من أن أي خطأ استراتيجي ترتكبه إسرائيل -في ضرباتها التي استأنفت قبل دقائق-، وخاصة في حال استهدافها للبنية التحتية الاقتصادية أو منشآت الطاقة داخل إيران، سيُقابل برد فوري وواسع النطاق يستهدف المراكز الاقتصادية الحيوية للعدو، بعملية أكثر تدميرًا وخرابًا، حسب تعبيره.
وأضاف أن الرد الإيراني سيكون “حاسمًا ولا يمكن تصوره”، في رسالة مباشرة مفادها أن طهران لن تكتفي بالدفاع كما فعلت قبل ساعات في عملية ( الوعد الصادق 3)، بل ستنقل المواجهة إلى عمق المصالح الحيوية الإسرائيلية.
جاء التحذير في وقت أفادت فيه تقارير بعودة القصف الإسرائيلي على طهران قبل قليل، مع رصد نشاط مكثف للدفاعات الجوية وانفجارات فوق العاصمة طهران.
ووفقًا لمصادر إيرانية مطلعة، من بين الخيارات التي تدرسها طهران في حال استمرار التصعيد العسكري الإسرائيلي، إغلاق مضيقي هرمز وباب المندب، وهما من أهم شرايين الملاحة البحرية للطاقة في العالم.
إذ يمر عبر مضيق هرمز ما يقرب من 20% من إمدادات النفط العالمية، فيما يُعد باب المندب نقطة وصل استراتيجية بين البحر الأحمر والمحيط الهندي، تمرّ عبره أكثر من 6 ملايين برميل من النفط يوميًا، بالإضافة إلى سلع استراتيجية كالحبوب والغاز.
ويُنظر إلى هذا الخيار بوصفه أداة ردع جيوسياسية قصوى، يمكن أن تُحدث شللًا في الأسواق العالمية، وتقطع خطوط الإمداد الحيوية بين الخليج وأوروبا وآسيا، ما قد يُفضي إلى أزمة طاقة عالمية ورفع تكلفة التأمين والشحن إلى مستويات قياسية. إن إغلاق أي من المضيقين لن يكون مجرد تصعيد إقليمي، بل خطوة قادرة على زعزعة النظام الاقتصادي الدولي برمّته
هذا التبادل الناري، الذي يجري في ظل غياب إعلان رسمي للحرب، ينذر بأن المنطقة دخلت مرحلة الاشتعال غير المنضبط، حيث تسقط قواعد الاشتباك التقليدية، ويحلّ محلّها منطق الفعل ورد الفعل المفتوح بلا سقف سياسي أو زمني.
الأخطر في هذا السيناريو ليس حجم الضربات، بل غياب السقف الاستراتيجي لدى الطرفين، ورفضهما الواضح لأي تهدئة أو احتواء، ما يجعل من كل ساعة تمر فرصة لخطأ تكتيكي قد يتحول إلى لحظة كسر عسكري شامل. فقد أثبتت الدراسات الأمنية وتاريخ الاشتباكات أن أيّ حربٍ تُخاض بلا إعلان، تُصبح أكثر فوضوية، ويُصبح الجنون جزءًا من المعادلة… وجنون مضاد لا يُضبط.
( الصور من تل أبيب ،نتيجة القصف الإيراني الليلة)!
