منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

ابراهيم الشيخ يكتب : *محاولات تدويل العدوان على السودان*

0

ابراهيم الشيخ يكتب :

*محاولات تدويل العدوان على السودان*

في خطابه الأخير، كرّر حميدتي مرارًا وتكرارًا اتهاماته لمصر، متهمًا إياها بالتدخل في حرب السودان عبر أسلحة مصرية.

لكنه لم يكن يهاجم مصر فقط، بل كان هدفه ان يمهّد الأرضية لتحويل الحرب من صراع داخلي إلى مواجهة إقليمية واسعة، هدفها خلط الأوراق وخلق شرعية لتدخلات خارجية خطيرة.

ما يحدث على الأرض يؤكد ذلك بوضوح: تحركات قوات حفتر الأخيرة نحو الحدود السودانية، وحشده لقوة مدرعة تشمل طائرات حديثة وتجهيزات عسكرية متطورة، كل ذلك يجري بتمويل معلوم وموجه. هذا ليس تحركًا عشوائيًا، بل استكمال لمخطط بدأه حميدتي إعلاميًا قبل أسبوع عندما هاجم مصر، لتكون شماعة تبرر دخول هذه القوات إلى الأراضي السودانية كقوة “ردع” أو “فصل” مزعومة.

وكل ما يحتاجه الطرف الداعم لحفتر الآن لتهيئة التدخل في السودان، هو مخطط درامي مُحكم:
حادث مدبّر يؤدي إلى تدمير ثلاث آليات عسكرية وسقوط عدد من عناصر قوات حفتر ، يتبعه مراسم وداع رسمية ومهيبة تُعرض أمام الشعب الليبي، يتخللها خطاب عاطفي يحمّل السودان المسؤولية بشكل مباشر.

بهذا السيناريو، يكون قد صنع الأرضية المطلوبة للحصول على القبول الشعبي والدعم السياسي، لخطوة خطيرة يتم الإعداد لها بهدوء… تدخل مباشر داخل الأراضي السودانية تحت غطاء “الرد” أو “الواجب الوطني”.

الوعي بهذا المخطط ضرورة، والتصرف الاستباقي لمواجهته أصبح أولوية

وفي نفس التوقيت، ظهرت تعزيزات على الحدود المصرية… ودي خطوة مفهومة في ظل الوضع الأمني الحساس، ومصر لها الحق في تأمين حدودها.

الآن لا مجال للتردد. فالأمر لم يعد يخص الداخل فقط، بل أصبح أمنًا قوميًّا مهددًا من أكثر من جهة. وأفضل ما يمكن للسودان فعله الآن هو التحرك نحو اتفاقية دفاع مشترك مع تركيا، حليف يملك القوة والتأثير. دخول تركيا على خط المعركة لن يكون مجرد دعم، بل سيغيّر المعادلة كاملة ويُفشل المخطط من ساعته.

الوقت ليس في صالحنا… ويجب أن نكون الفعل، لا رد الفعل.
التحرك الآن… هو ما يصنع النصر لاحقًا.

ابراهيم الشيخ

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.