إبراهيم مليك يكتب
*هل تقف مصر مكتوفة الأيدي …. بعد أن وصلت الحربالسودانية حدودها ؟*
لم تعد الحرب في السودان حرب عبثية كما يزعم البعض لاسيما إذا أخذنا فى الحسبان حجم الدعم الخارجى للمتمردين وصمت المجتمع الدولى عن الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب السودانى ومازالت ….
دخول حفتر في الصراع فيه مؤشر وتصعيد خطير باعتبار أن الصراع يمس الأمن القومى المصرى ومعلوم أن مصر عسكرياً بالنسبة لأمريكا أهم من الإمارات وليبيا…
الجيش المصرى لم يتدخل فى حرب السودان ولكن محاولات قادة المليشيا المتمردة استفزازه عبر تصريحات غير مسؤولة وتهديدهم المستمر لمصر وأمنها القومي قد يفتح على مليشيا الدعم السريع وقوات حفتر باباً من الجحيم يصعب عليهم إغلاقه…
من الحماقة أن تهدد مليشيا فوضوية دول لا علاقة لها بالحرب وهي تعلم أن مصالح أمريكا مع الحكومة المصرية أهم من مصالحها مع مليشيا همجية فوضوية ….
مصر ليست مثل تشاد ولا أفريقيا الوسطى ولا ليبيا ولا إثيوبيا ، مصر تعتبر من الدول العربية التى تخشاها إسرائيل وتسعى لإضعافها وتفكيك جيشها ولكن تماسك المصريين وحبهم لوطنهم أفشل مخططات الكيان الصهيونى….
مهاجمة مليشيا الدعم السريع للمثلث الحدودي خطوة تصعيدية خطيرة قد تقصد بها المليشيا فرقعة إعلامية ولكن نتائجها ستكون كارثية لاسيما بعد دخول قوات حفتر فى الصراع بصورة مباشرة بجانب الدعم السريع بتوجيه من دولة الإمارات التى تسعى جاهدة لإعادة المليشيا فى المشهد السياسي السودانى حفاظاً على مصالحها في السودان …
تزامن الهجوم على المثلث مع قرب إعلان حكومة المليشيا المزعومة بنيروبي خطوة استباقية ورسالة لمصر بأنها يجب أن تعترف بهذه الحكومة أو ستفتح لها جبهة مناوئة فى هذا المثلث واستقطاب مقاتلين وتكوين جبهة عسكرية ضد الحكومة المصرية و ستكون جبهة مهددة للدولة المصرية فى حدودها الجنوبية الغربية….
إن المؤامرة على السودان يعنى بداية لخنق المصريين والتضييق عليهم لاسيما في جانب الأمن المائي إذا استطاعت دويلة إسرائيل التحكم على منابع النيل….
# من ظنّ أن هذه الحرب عبثية فهو قصير النظر ومحدود الأفق والإدراك.
