الجيلي محجوب يكتب : *إيران تدق طبول الصبر وكلٌ يغني على ليلاه*
الجيلي محجوب يكتب :
*إيران تدق طبول الصبر وكلٌ يغني على ليلاه*
في دهاليز السياسة الدولية تتشابك الخيوط وتُحاك المؤامرات وتسير الأمم على حد السيف بين الحرب والسلام و ثمة نغمة تتكرر في الكواليس الغربية بل تُعزف بوضوح في العلن : أمريكا برعاية إسرائيلية (وليس العكس) تريد جرّ إيران إلى أتون حرب تُفقدها توازنها وتُسقط نظامها، لتُقام على أنقاضه سلطة تدين بالولاء للمحور الغربي وتُطبع مع عدو الأمّة الأول بلا حرج .
لكن إيران بخبرة السنوات ومكر الدول ذات المشاريع طويلة النفس لا تُلدغ من الجحر ذاته .
منذ التسعينات وهي تمضي في مشروعها النووي بخطى حذرة وحسابات دقيقة تدرك أن أي حرب شاملة لن تكون نزهة لأحد وأن الانجرار إليها هو فخّ بألف قيد ولهذا تراها تتأنّى ترد حين يلزم وتفاوض حين تقتضي المصلحة وتُجيد اللعب على حافة الهاوية دون أن تسقط فيها.
رغم اختلافنا الجذري مع العقيدة الشيعية ورغم يقيننا بما فيها من ضلال لا ننسى أن الخندق الذي يجمعنا في وجه العدو واحد وأن رابطة الإسلام ولو خفّ بريقها في زحام الطائفية تبقى خيطًا لا يُقطع في وجه من يريد إذلال أمّتنا وتمزيقها.
إيران لا تتحرك بعشوائية بل هي دولة مؤسسات، لها عقل مركزي يعرف متى يصرخ ومتى يصمت ومتى يرسل طائرات مسيّرة كرسائل ومتى يجلس على طاولة المفاوضات سرًا لتفويت الفرصة على من يُشعل النيران من بعيد .
ولعل المفارقة أن من يدفع إسرائيل لتحطيم إيران هم بعض العرب أنفسهم، من الخليج لا من تل أبيب.
فالسعودية والإمارات، وقد ألِفوا سياسة الحسم عن بُعد، يُمنّون النفس بأن تقوم إسرائيل بما يعجزون هم عن فعله، غير مدركين أن النار، حين تشتعل لا تسأل عن الأسماء أو الولاءات.
السعودية واخواتها يشجعون اسرائيل لتقضي على ايران في حرب ضروس لكن من ينتظر دخول ايران في حرب سينتظر طويلا
.. وكلٌ يغنّي على ليلاه .