منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

*لو كنت أنا المسؤول لفعلت هذا* بقلم: د. أحمد حسن الفادني مواطن سوداني

0

*لو كنت أنا المسؤول لفعلت هذا*

بقلم: د. أحمد حسن الفادني
مواطن سوداني

احمد حسن الفادني

#وطن يئن.. ومسؤولية تنتظر

السودان اليوم ليس كما كان بالأمس. أرض الحضارات ومهد النبوة ، بوابة إفريقيا ، تتحول يوما بعد يوم إلى مسرح للألم والصراع والمعاناة. وطننا الجريح يمر بأخطر مراحله السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، في وقت تتجاذبه التيارات، وتنهك فيه الدولة، ويخذل فيه الإنسان. لا حديث عن الاستقرار دون أمن، ولا عن تنمية دون مصالحة، ولا عن عدالة دون دولة حقيقية.
في ظل هذا الواقع، لا يمكن لأي وطني غيور أن يصمت أو يتفرج ،ومن هذا المنطلق، لو كنت أنا المسؤول، لكان لي موقف مختلف، ونظرة أعمق، وإرادة حقيقية تصنع التغيير.

# في السياسة.. لن أبني وطنا على شتات:
لو كنت أنا المسؤول، لرفضت أن تبنى الدولة على أساس المغالبة لا المشاركة، وعلى الحصص لا الكفاءة، السودان ليس ملك حزب، ولا طائفة، ولا إقليم، ولا قبيلة، بل هو للجميع.
سأدعو لمائدة مستديرة تجمع كل القوى السياسية والمدنية والاجتماعية، دون إقصاء أو شروط مسبقة، لصياغة مشروع وطني جامع يحدد معالم الدولة، دستورها، نظام حكمها، ووظيفة الجيش والأمن فيها،سأجمد لغة الإقصاء والتخوين، لأن الوطن أكبر من أن يحشر في زوايا الخصومات و العنصرية، سأقود مصالحة تاريخية شاملة، تنهي عقودا من المرارات و المؤامرات، وتفتح صفحة جديدة من التعايش والتكافؤ بين كافة المكونات.

#في الاقتصاد.. أوقف النزيف أولا:
لو كنت أنا المسؤول، لأدركت أن الاقتصاد لا يدار بالأماني، بل بالإرادة والرؤية والانضباط ،وسأبدأ بإعادة بناء مؤسسات الدولة المالية على أسس النزاهة والشفافية، ومحاربة الفساد بلا تهاون، لأنه أصل الخراب ومصدر كل فجوة، سأعيد الأولوية للزراعة والصناعة، بتوفير الحوافز للمزارعين، وتشجيع التصنيع المحلي، واستقطاب رؤوس الأموال الوطنية والأجنبية في مشاريع إنتاجية، وليس مضاربات وهمية، سأطلق خطة طوارئ اقتصادية تقوم على:
– إيقاف الإنفاق الحكومي غير الضروري.
– توجيه الموارد نحو الإنتاج وليس التسيير.
– استعادة ثقة السودانيين المغتربين وتحفيزهم للاستثمار.
– اعتماد نظام رقابي محكم على الأسواق وضبط سعر الصرف.

#في الأمن.. لا وطن بلا أمان:
لو كنت أنا المسؤول، لأيقنت أن السلاح إذا خرج من سلطة الدولة، فإن الدولة تخرج من التاريخ، سأعمل على إعادة بناء جيش وطني واحد، بعقيدة قومية لا ولاءات قبلية أو فصائلية، وإدماج كل القوى المسلحة وفق معايير مهنية عادلة، سأضع خطة عاجلة لنزع السلاح من كل الأيادي غير النظامية، وتجريم حمله خارج القانون،وسأعتمد إصلاحا أمنيا عميقا يشمل الشرطة وجهاز المخابرات، ليصبح دورهم حماية المواطن وليس مراقبته و أي من تسوس له نفسه من هدم النسيج الاجتماعي و هيبة الدولة يلقى العقاب الرادع لا محالة.

#في المجتمع.. نعيد ترميم القلوب:
لو كنت أنا المسؤول، لبدأت من الإنسان، لا من البنى التحتية فقط، سأوجه الميزانية لدعم التعليم والصحة بشكل حقيقي، لا صوري، وسأعيد تأهيل المدارس والمستشفيات، لتكون مجانية وعامة وتليق بالإنسان السوداني الاصيل الصالح ،سأطلق برنامجا وطنيًدا لإعادة اللحمة الاجتماعية، ينشر ثقافة السلام، ويقود مبادرات شعبية للمصالحة في القرى والمدن، سأجعل الشباب أولوية وطنية، بدلا من أن يتركوا فريسة البطالة والمخدرات والهجرة وهم من يقدوا بلدهم ، وذلك بتمويل المشاريع الصغيرة، وتطوير التدريب المهني، وفتح آفاق المستقبل أمامهم ، ومشاركتهم في الحكم.

#في الحكم.. القدوة أولا:
لو كنت أنا المسؤول، لبدأت بنفسي قبل غيري.
سأخفض مرتبي وامتيازاتي، وسأجعل كل تفاصيل دخلي ومصروفي منشورة علنا، سأمنع المحسوبية والواسطة، وأعتمد معايير التوظيف على الكفاءة فقط، سأفتح أبواب مؤسسات الدولة للشعب، وأجعل المسؤول في الميدان، لا خلف المكاتب، سأكون مسؤولا يحاسب، لا فوق القانون.

لا خلاص دون صدق:
لو كنت أنا المسؤول، لفهمت أن الشعب السوداني لا يريد معجزات، بل يريد عدالة، أمانا، خبزا وكرامة.
يريد من يشبهه، من يفهم صمته، غضبه، آلامه وأحلامه.
يريد وطنا يحتضنه لا يقصيه، يبنيه لا يهدمه، يرفعه لا يستغله، يصون كرامته لا يهينه او يستخف بعقله.

هذا ما كنت سأفعله.. لأن السودان يستحق الأفضل.

فماذا أنت فاعل؟…

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.