*لماذا خالد حسان؟* بابكر الشيخ الاسيد
*لماذا خالد حسان؟*
بابكر الشيخ الاسيد
إستقرار القيادة في الشرطة مثل استقرار الجهاز الفني في النادي الرياضي. فكما يتأثر مستوى الأداء بعدم إستقرار الجهاز الفني وتأتي النتائج غير مرضية للفريق، فإنَّ الأمر كذلك بالنسبة للأداء الشرطي.. وبقراءة سريعة للتاريخ، نجد أن أكثر الفترات عطاءً وإنجازًا، هي تلك الفترات التي طالت فيها مدة بقاء قيادة الشرطة على دست إدارتها.. وأن أكثر فترة ركود في الأداء واضطراب في تأدية المهام هي الفترات التي قصرت فيها مدة البقاء.
الفريق أول شرطة خالد حسان تقلّد المنصب في ظروف غاية في التعقيد بالنسبة لوضع الشرطة في ظل الحرب والنهج غير الأخلاقي الذي قاتلت به قوات الغزو الإماراتي من ملاقيط عرب الشتات ومرتزقته، فقد استهدفت- فيما استهدفت- الشرطة، مقارَّا وأشخاصًا وسلاحًا.. وقد كان المدير العام وهيئة إدارته محاصرين داخل قيادة قوات الإحتياطي المركزي يحملون السلاح ويذودون عن أراضيهم، وعن الشرطة عامة، فقد كانت بعض القيادات هناك.. حتى إذا اقتحم أوباش إبن زائد معسكر الوحوش مدعومين بالمسيرات من فوقهم والخيانة من تحت أرجل قيادة الشرطة ووسطهم، إستشهد فريقٌ وأُسر فريق.. وانتُزِع المدير العام من سلاحه انتزاعًا، فقد كان يصر على القتال بكل شجاعة وبسالة عُرف بها خالد..
إستطاع خالد حسان أن ينهض من بين هذه الجراحات، ومعه القادة الذين أصابهم القرح، وما وهنوا وما ضعفوا وما استكانوا، لملموا ما بقيَ من قوة وسلاح وكل ما يمكن أن يبعث من جديد، ومن مدني بدأوا، ثم توجهوا للعاصمة البديلة، ومن بين الركام استعادوا السجل المدني كاملًا غير منقوص.. وأنشأوا منصةً للبلاغ الإلكتروني.. واستعادوا قبضتهم الأمنية وانتشروا بما استطاعوا.. واستعادوا بيانات السجناء الفارين.. واستخرجوا الأوراق الثبوتية لكل من طلب ذلك، بعد أن استجلبوا مصانع الجوازات وثبتوها، فأنجزوا ما وعدوا.. وقد كانوا ملاذًا صحيًا للجميع، لم تقصر مستشفيات الشرطة تقديم خدماتها على منسوبيها، فعن الخدمات الصحية حدث ولا حرج..
لن أستطيع في هذه العجالة أن أعدد بالأرقام إنجازات الشرطة تحت قيادة خالد حسان.. ولكني أحيلكم إلى تقاريرَ نشرها الناطق الرسمي في الفضاء العام..
لكل ذلك، ولأجل الإستقرار، ولمصلحة البلد، يجب الإبقاء على خالد حسان وطاقم إدارته وقيادته..
*بابكر الشيخ الأُسَيْد*
25 يونيو 2025م