*إنه بريق السلطة الخلاب فلا تنزعج …..* الشفيع احمد عمر جميعابي
*إنه بريق السلطة الخلاب فلا تنزعج …..*
الشفيع احمد عمر جميعابي

رفقا
فالذين يعترضون من منطلقات آيدلوجية على مسار حكومة (أمل السودان) لو أنك حسبتهم وفقا لمعادلة الأرقام ستجد أنهم لا يمثلون الا نسبة ضئيلة جدا لا تستطيع أن تحرك شيئا فى واقع الحياة الملموس .. أنا أعترض إذا أنا موجود ..
ثم أن الذين يعترضون وفقا لللعاطفة (أنا احب هذا وأكره) .. فهؤلاء أيضا بحسابات الأرقام كثيرون ..لكنهم لا يصمدون طويلا فى وجه رياح تغيير معطيات الواقع ..و حين ذهاب غشاوة البصر ينهار هذا الجدار النفسي المصنوع من ريش الأوهام الخفيف ..ليتطاير .. نتفة .. نتفة .. و يبقى جسد الفكرة عندهم (رائجة الداخل) واهنا واكثر عرضة لعوامل النهاية والموت …
أطالع مبتسما مداخلات عديدة ونقاشات متباينة على مستوى وسائط (الميديا) عن تعيينات وزارية لحكومة الأمل السودانية ،وجدت أن القاسم الأعظم يمضى فى اتجاه التصنيف النفسي لهذا أو ذاك (و الذى تمت الإشارة إليه بالتكليف ) بناء على أراء سابقة وممارسات جانبية فى زمان ماض رخو ، منشورة أو مسموعة مباشرة من ( اصحاب الافكار القديمة) ..و يسقطون ذلك شاهدا على تنصيب الاراء الحادة تجاهه وشنقه بمدلولات غريبة الأمر الذى يجعلك تفكر وتحك رأسك الف مرة فى هذا التصنيف العنيف …
سادتى إنى أعتقد تماما أنك عندما تكون فى (بر) أمان الحياة .. تتقلب فى رغدها و هدأتها وراحة بالها …يكون من السهل جدا أن تمارس معارضة حادة وفقا لما تقرأه من كتب (التعارض) المعتقة .. و تمضى فى ذلك شوطا بعيدا .لأنك ببساطة ليس عليك حمولات ملزمة تقعدك للارض و تجعلك مكبلا مقيدا فكلما كانت الحياة سهلة ميسرة ازداد هامش رفاهية الذات وعظمت عندك فكرة استدعاء ماضى الرفاق البعيد الذين وجدتهم فى طريق الحياة الممتد سواء فى ساحات الطلب والعلم أو عند مكاتب الوظيفة محدودة الطموح التى غادرتها سريعا لقلة مدخولها …
للسلطة بريق يسقط كثيرا من المعتقدات التى كانت عظيمة وعاشت زمانا فى أدمغة و أخيلة كثير من عشاق (الرمز الهلامى الضبابى و حكايات تحدى الواقع تلك الحكاوى الفطيرة قصيرة النظر فارغة المحتوى) .. هنا أريدك أن تفكر يا صاحبى أن تجرب و تكون (سلطويا) أو بمعنى أصح (مستوزرا) تتقرب زلفى هنا و تتلون هناك حتى يأتيك يقين خبر الاختيار المبهج ساعتها ستحملك المواكب الصاخبة و البيارق المنصوبة على رؤوس الشوارع الواسعة حينها ستكتشف أنك (آخر) و رجل مولود (لوحده) و (أمة) تناهض كل حضور المكان ..و ستطالك (هالة) من حب الذات العجيب لتكون اكثر سفسفطة . و فلسفة و ادعاء قاطع بأنك الأوحد فى حلحلة كل تعقيدات المجتمع وصاحب القياسات الراجحة و الحقائق المبهرة المفضية الى عالم آخر من الانتعاش و الرفاهية ، هذا التقمص سيلازمك طيلة فترة (الاستوزار) وستنهار فى ناظريك كل أشكال الثورية ،و الجدليات الفكرية التى صاحبتك لفترات وفترات ، وتكتشف فى لحظة ما أنها توهمات تاريخية وظواهر سالبة مرتبطة بمرحلة سابقة من مراحل عمر التفكير لديك … ساعتها ستنغمس بكلياتك فى مقاعد السلطة الوثيرة وتغط فى أحلام نومها لتغفوا ساعة أن يدق لك جرس المغادرة والرحيل النهائى لتكتشف كذبة تفسيراتك فى ساعة زمن ما ..
من رحمات حرب الكرامة السودانية أن جعلت للوطن (حائط صد) صلبا و عاليا .. و لا يستطيع كائنا من كان أن يتجاوزه إلا من خلال بوابته الوحيدة (بوابة الكرامة).. و شعب الوطن هو من كتب عناوين الكرامة هذه و الشعب هو من صاغ ثوابت (المرحلة) بكل الصبر و الشجاعة و الصمود .. لذا يمكن لكل صاحب (سلطة) قد عبر بوابة (حائط الشعب) هذا ، يمكنه أن يسرح بكل خيالاته ، و تصوراته و أفكاره .. لكن حين يمد (عنقه) خلسة من وراء الشعب هذا و ثوابته دون استئذان أو أخذ تفويض ، سيدرك وقتها عاقبة (مآله) ومصير فعله ..
إن وقت السودان من ذهب ، و أن الوقت يعنى له متغيرا خطيرا ، لن يضيعه فى (شواغل انصرافية) تبعده من تحقيق غاياته الكبرى .. فالوطن يعرف كيف يمسك بلجام فرس الأحلام الجموح ، لكل راكب خيل ، برغم أنه يعلم أن للسلطة بريق رنان طروب ….
الشفيع أحمد عمر
