منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

*العمل أونلاين… بين المرونة والانتهاك الزمني للحياة…* بقلم / محمد فتح الرحمن بشير

0

*العمل أونلاين… بين المرونة والانتهاك الزمني للحياة…*

بقلم / محمد فتح الرحمن بشير

محمد فتح الرحمن بشير

بات العمل عن بُعد (أونلاين) خيارًا رئيسيًا لكثير من المؤسسات والموظفين. إذ بدا الأمر في بدايته وكأنه نعمة.. لا تنقل، لا ازدحام، لا مواصلات ..مرونة في الوقت، وزيادة في الإنتاجية و لكن مع مرور الوقت، تحوّل الزمن (الأونلايني) إلى وحش غير مرئي يلتهم تفاصيل الحياة المنزلية ويفرض حضوره الصامت من الصباح حتى المساء…
فمن المفترض أن يكون للموظف وقت عمل محدد – من الساعة 8 صباحًا حتى 3 أو 4 عصرًا مثلاً. لكن ما يحدث في كثير من البيوت هو أن زمن العمل أصبح ممتدًا…..
رسائل في منتصف الغداء، .. مكالمات بعد المغرب، طلب تقارير في العاشرة مساءً..، اجتماعات بلا انتهاء….وطلبات “عاجلة” على الواتساب في الإجازات إن استحق اخذها الاونلايني العظيم..!
المشكلة لا فصل بين البيت والعمل….
في الدوام التقليدي، حين يخرج الموظف من المكتب، ينتهي عمله تقريبًا. أما في العمل أونلاين، فحدود العمل أصبحت ضبابية، وهو ما أحدث حالة من الاحتراق.. الوظيفي ( هو حالة من الإجهاد العاطفي والعقلي والجسدي الشديد ناتجة عن الضغط المستمر والمفرط في العمل )..لدى الكثيرين، خصوصًا النساء اللاتي يوازنّ بين العمل والرعاية المنزلية.
لا بد من تحديد زمن واضح للعمل الأونلاين …
وذلك لضمان التوازن بين الحياة والعمل.
و لحماية الصحة النفسية والجسدية للموظف.
و للحفاظ على جودة العمل دون إنهاك…
ينبغي للموظف ان يرتب عمله بساعات يومية واضحة، مع فاصل راحة ..
ويجب احترام هذا التوقيت …
بل يجب أن تتحول ثقافة العمل( الأونلايني العظيم ) إلى ثقافة تحترم الزمن، لا تذوبه داخل تفاصيل الحياة اليومية، حتى لا يتحول البيت إلى مكتب، والمكتب إلى عبء لا يفارقنا. ..

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.