حديث الساعة *حزب الأمة.. من راية وطنية إلى راية خيانة ومجازر* عمار عبدالباسط عبدالرحمن
حديث الساعة
*حزب الأمة.. من راية وطنية إلى راية خيانة ومجازر*
عمار عبدالباسط عبدالرحمن

في سجل التاريخ السوداني، سُطرت أسماء الأحزاب والرجالات إما بأحرف من نور أو بلطخات دمٍ وخيانة… ولسوء حظ السودان، فإن حزب الأمة القومي وقياداته ظلوا طوال عقودٍ من الزمان في خانة العار السياسي والدم الوطني المهدور.
سجلٌ أسود من الخيانة والتآمر منذ تأسيسه، لم يكن حزب الأمة يوماً في صف الإرادة الشعبية الحقيقية، بل كان دائمًا أداة استعمار داخلي، يوظّف الدين والتاريخ والأنساب لخدمة طموحات السادة وورثة البيوت الكبيرة.
تحالف مع الاستعمار البريطاني في اللحظات الفاصلة للاستقلال.
سلم الديمقراطية للجنرالات، ثم بكى على الأطلال.
حاول اختطاف الثورة مرارًا، ففضحه وعي الجماهير.
لكن الأكثر خطورة… هو دمه المراق!
عنبر جودة.. وصمة عار في جبين حزب الأمة في فبراير 1956، وتحت حكم حزب الأمة، ارتُكبت واحدة من أبشع المجازر في تاريخ السودان الحديث:
مجزرة عنبر جودة، حيث قُتل عشرات المزارعين العُزّل في سجن كوستي بسبب احتجاجهم على ظلم شركات القطن المرتبطة بالحزب.
تم الزجّ بهم في عنبر مغلق دون تهوية حتى ماتوا اختناقاً.
لا محاكمات، لا تحقيقات، فقط دماء سودانية نقيّة سالت على يد نظام حزب الأمة، ولم يُحاسب أحد!
صمت مخزٍ عن مجازر المليشيات منذ اندلاع الحرب الحالية، ظلّ حزب الأمة صامتًا عن جرائم المليشيا بحق المدنيين، وعن المجازر الموثقة بالصوت والصورة في مدن الخرطوم ونيالا وزالنجي والجزيرة.
لم يُصدر الحزب بياناً يدين القتل الجماعي.
لم يُعلن تضامنه مع آلاف النساء المغتصبات.
لم يندد بنهب القرى وتهجير السكان.
بل على العكس، انبرى بعض قادته لتبرير سلوك المليشيا، وتحوير الوقائع، وتحميل المسؤولية لمن يدافعون عن الشعب!
مبارك الفاضل… لسان المليشيا الناطق وها هو اليوم، وفي عز معركة الكرامة، يخرج مبارك الفاضل ليتبنّى رواية المليشيات حرفيًا، ويزعم أن الجيش السوداني هو من بدأ الحرب!
كيف لقيادي في حزب سوداني أن يُردد كلام العدو؟
كيف يصمت عن المجازر ثم يظهر ليشوه صورة الجيش؟
إنه ليس موقفًا سياسيًا… بل خيانة موثقة بالصوت والصورة.
من عنبر جودة إلى تبرير المليشيات لم يعد حزب الأمة بحاجة إلى إثبات جديد على خيانته:
من مذبحة المزارعين في الستينات،
إلى الصمت عن الإبادة والاغتصاب،
إلى التماهي مع المليشيا،
كلها حلقات في سلسلة سقوط مدوٍّ لحزبٍ فقد ضميره، ومصداقيته، وقيمه إن وجدت يوماً.
لكن الشعب يرى… والميدان يحكم لقد ولى زمن الخداع باسم “بيت المهدي”، و”الزعامة التاريخية”،
اليوم الميدان يقول كلمته،
والجيش والشعب في خندق واحد،
أما تجار السياسة… فقد رماهم الوعي في مزبلة التاريخ.
لن ننسى… لن نسامح… ولن نخدع بعد اليوم.
