منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

*الحرب في دار الريح … نظرة من الداخل! (1)* محمد التجاني عمر قش

0

*الحرب في دار الريح … نظرة من الداخل! (1)*

محمد التجاني عمر قش

من شأن الشدائد والمحن والحروب أن تكشف معادن الأفراد والجماعات على حد سواء. وقد تعرضت دار الريح، الواقعة في شمال كردفان، لمآسي حرب آل دقلو منذ وقت مبكر بعد نشوب المعارك وسيطرة المليشيا على مواقع كثيرة في العاصمة المثلثة، حيث هاجمت القوات المتمردة مطار الأبيض، ضمن خطتها للسيطرة على كافة المواقع المهمة في البلاد، كما سعت لفتح طرق برية لنقل المرتزقة والعتاد من مقارها في الزرق وكجم بدارفور، ومن ليبيا عبر منطقة المثلث. وقد أنشأت لهذا الغرض مطارات صغيرة في مواقع متعددة مثلما هو الحال في أبو قو غرب أم بادر! ولكي تؤمن وتضمن انتقال العتاد العسكري والمرتزقة من دول الجوار في الغرب الإفريقي سعت المليشيا إلى إقامة علاقات أو في الواقع تفاهمات مريبة أو غير نزيهة مع بعض مكونات دار الريح عبر شراء الذمم والإغراءات المادية وغيرها من الممارسات المشبوهة التي لجأت إليها المليشيا وكفلاؤها في الإقليم لكسب مواقف الناس في هذه المنطقة الحيوية الواسعة.
وبطبيعة الحال، استطاعت المليشيا، مستغلة ظروف بعض الناس، وطموحات وتطلعات بعضهم من ضعاف النفوس، الذين تسيل لعابهم للكسب الحرام، وتمكنت من تكوين أرضية لها في دار الريح، وصارت عرباتها المسلحة تجوب الفيافي من شرق شمال دارفور حتى أم درمان دون أن يعترضها أحد، حيث خلت هذه المساحة الشاسعة من أي وجود عسكري، سوى معسكرات الجيش في المرخيات! وبهذه الطريقة نقلت المليشيا ترسانة من الأسلحة والوقود والأفراد؛ خاصة بعد سيطرتها على طريق الصادر الذي يربط أم درمان ببارا ومن ثم دارفور عبر الأبيض، وبعض الطرق الترابية الأخرى التي من أهمها درب الأربعين التاريخي المعروف.
ونتيجة لتلك الإغراءات وربما التهديد في بعض الأحيان، رهنت بعض مكونات دار الريح إرادتها بالكامل للدعم السريع، وارتمت في أحضانه القذرة، وتمرغت في أوحال الحرام من الأموال المكتسبة بطرق غير مشروعة إطلاقاً، ولم تراع العرف ولا علاقات حسن الجوار مع المكونات الأخرى، بل عمدت إلى استغلال ظروف الحرب وغياب أجهزة الدولة عن المنطقة، وتحولت قياداتها إلى تجار أزمات بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى حتى امتلأت جيوب كبارها وصغارها بالمال المغتصب، بعد أن أطلقوا العنان لرعاياهم فروعوا الآمنين من مستخدمي الطرق التي تربط بين دار الريح والشمالية، وابتزوهم تحت تهديد الأسلحة التي وفرها لهم الدعم السريع، مع عربات الدفع الرباعي، ولم يسلم من أذاهم قريب بعيد أو قريب، بل اعتدوا حتى على كبار السن والنساء مثلما فعل حليفهم الدعم السريع.
تهدف هذه المقالات لتسليط الضوء على موافق كثير من الجهات الشعبية والرسمية والأفراد توثيقا للوقائع وحتى تكون الجهات المعنية بأمن الوطن وسلامة مواطنيه على علم بما يدور في دار الريح.

20/7/2025

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.