منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

خارج النص /  يوسف عبد المنان يزفرها حرى :  *خوفي منك يابرهان .. وخوفي منك يا مناوي … وخوفي عليك ياياسر العطا… وقلبي معك ياكباشي … و تحت السكوت أشياء وبين السطور نقاط وتحت الرماد وميض نار* 

0

خارج النص /

 

يوسف عبد المنان يزفرها حرى :

 

*خوفي منك يابرهان .. وخوفي منك يا مناوي … وخوفي عليك ياياسر العطا… وقلبي معك ياكباشي … و تحت السكوت أشياء وبين السطور نقاط وتحت الرماد وميض نار*

مروعة ومثيرة للقلق تلك التفاصيل المرتبطة بالحرب منذ الخامس عشر من أبريل قبل عامين ونصف الا قليلا

 

في كل يوم وساعة ودقيقة تظل ترنو ببصرك وبسمعك لآخر الأخبار انتصارات وانكسارات ومواجع وأفراح تطل هنا وتعقبها أحزان فقدان لمن يحبه القلب وأسر من عاش معك حلوة الحياة ومرها صور محفورة في الوجدان وذكريات مكتوبة في الاكباد…

 

ويوما تتابع اقتراب الجيش من سوق ام درمان وفجأة يأتيك نبأ محاصرة المليشيا لسلاح المدرعات واخبار عن سقوط سلاح الإشارة وأخرى عن تقدم الجيش في محور الكدرو

 

حتى نفضت الخرطوم عن نفسها جرب الصحراء وقمل القمامة وانتقلت الحرب غربا إلى كردفان مرتع الصبا وفرقان كانت تجمعنا وقبيلة كان ثوبها يتسع لكل أطياف السودان الفلاتي والبرقاوي والكناني والشنبلي والجعلي والهوساوي وبني فضل وبن حسن

 

ولكن الآن تفرق الجمع واصبح من لم ينتسب لجد يدعي عطية تنزع حلي زوجته وتمنح لام قرون وتنهب ثروته لإرضاء ام قرون التي لاتشبع من الحرام تاكل حراما وتلبس حراما وتشرب حراما ولن تنجب ابن حلال

ألقت حرب ال دقلو بثقلها في شمال كردفان فاستباح الاشاوس القرى وفاضت دموع الباكيات جداولا في عز الصيف

و يوم الأربعاء كان يوما متقلبا بين الفرح والحزن وانقباض القلب وراحة الضمير وهكذا الحرب انتصارات في رهيد النوبه غرب ام درمان مسافة مائة كيلو مترا واخبار سعيدة عن اقتراب الجيش الذي شق طريقه من قلب امدرمان قبل اثنا عشر ساعة إلى تلك الفلوات واقترب من جبرة عاصمة الكبابيش وعبر كما جاء في الأخبار ثلاثة أودية كبيرة هي المخنزر وابوحوت وابوجداد ولكل اسم دلالته في الزمان القريب والبعيد وتحركت قوات من بحر ابيض باتجاه شرق كردفان وهنا نشطت غرف المليشيا لتبيع للناس المتلهفين لكل نبأ سعيد انتصارات زائفة بدخول بارا وتحريرها ولم يتعلم بعض منا من الماضي ومعارك المليشيا وخداعها وغشها وروج لما هو غير واقع في أرض المعركة حيث لاتزال بارا بعيدة عن نيران الجيش وقريبة من التحرير بعزم الرجال ولكن فواجع الحرب تباغتنا من غرب الأبيض والمليشيا تحشد قواتها وتدخل منطقة أم صميمه التي أصبحت أرض معارك لاتنقضي معركة الا نشبت أخرى وبين الأحزان على ام صميمة التي وقعها قاسيا على قلوبنا تتردد أخبار عن معاودة فرسان الهجانه وقوات المشتركة الهجوم لمساندة أبطال جهاز الأمن الثابتين في المواقع الاماميه يتقاتلون ببسالة إلى جانب الجيش

 

وكم انفطر القلب حسرة والإعلام الساقط أخلاقيا وقيميا ينقل كيف تنفذ المليشيا الإعدام على الشرفاء الشجعان من اخواننا المقاتلين ويموت أحدهم بعشرة رصاصات ولا تسمع له همسا وخوفا وجزعا وذلك الموت هو من يدخل الرعب في قلوب الجنجويد
حتى ارخي الليل سدوله وأم صميمة لم يبقى فيها ماينهبه اللصوص ولكن أرض تعز علينا أن يتبول عليها الجنجويد

ستعود ام صميمة اليوم او في الساعات الأخيرة من الليل ونفرح غدا بدخول النهود ويبرد حشا الأمهات والخالات بفك الحصار عن قلعة الصمود الفاشر

 

ولكن خوفي منك يابرهان وخوفي منك يا مناوي وخوفي عليك ياياسر العطا وقلبي معك ياكباشي وفي تحت السكوت أشياء وبين السطور نقاط وتحت الرماد وميض نار

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.