*إلى (شريف) وغيره..!* ضياء الدين بلال
*إلى (شريف) وغيره..!*
ضياء الدين بلال
حين تطالع أو تستمع إلى أحد قيادات الوهم، أمثال (شريف المؤتمر السوداني)، وهو يدعو لإيقاف الحرب بصيغة وصائية ولهجة استعلائية، يُخيَّل إليك كأنّ الجيش السوداني هو من اختار طوعًا الدخول في مباراة سلة!
هذه الحرب لم يخترها الجيش، بل فُرضت عليه.
وقد مهّد لها أولئك القادة، ولوّحوا بها حين وضعوها في كفةٍ ابتزازية مقابل الرضوخ لاتفاق سياسيٍّ معيبٍ ومهين: “يا الإطاري يا الحرب”..!
وحين كان الجيش يدافع ببسالة عن مقاره، خرج ناطقهم الرسمي، بكري الجاك، يدعوه إلى الاستسلام، في مشهد لا يخلو من الخيانة و(الخيابة).
ورغم محاولاتهم المستميتة لتحريف طبيعة الحرب، وتشويه الوعي العام والتشويش عليه بما يخدم مصالحهم الضيقة، فإنّ أكاذيبهم الصفراء ستتحطم دومًا على جدار الوعي الشعبي، الذي بات مُحصنًا ضد التضليل.
الحقيقة المجرّدة من كل زيفٍ ودَهَنٍ هي:
إنها حربٌ دفاعيةٌ فُرضت على الجيش، الذي ظلّ محاصرًا في مقاره لسنتين كاملتين.
وفُرضت على شعبٍ نُهبت أمواله، ودُمِّرت مؤسساته، وانتهكت أعراضه، وشُرِّد أبناؤه بين نازحٍ ولاجئ.
كل ذلك ارتُكب على يد مليشيا وظيفية، تُدار بأمر الكفيل الخارجي، الذي لا يرى في السودان وطنًا ذا سيادة، ولا في شعبه كرامة أو تاريخًا يستحق الاحترام.
فمن أراد حقًا إيقاف الحرب، لا نفاقًا ولا استثمارًا سياسيًّا، فليتحلَّ بالشجاعة الأخلاقية، ويوجّه نداءه الصادق إلى من أشعلها وموّلها، ولا يزال حريصًا على استمرارها حتى يُتمّ أجندته الخفية.
فمن أراد إيقاف هذه الحرب بصدق، فليُسمِّ الأمور بأسمائها، ويوجّه خطابه إلى من بدأها وسعى لاستمرارها، لا إلى من تصدّى لها دفاعًا عن الدولة ومؤسساتها.
أما الخطابات المراوغة، فلن تُغيّر حقائق الواقع، ولن تنطلي على شعبٍ خبر مثل هذه الأساليب، ويدرك تمامًا من يقف في صفّه، ومن يتاجر بمعاناته.