*حصار سكان الفاشر وجبال النوبة…. المحنة التى امتنحت أخلاق السياسيين بالسودان* إبراهيم مليك
*حصار سكان الفاشر وجبال النوبة…. المحنة التى امتنحت أخلاق السياسيين بالسودان*
إبراهيم مليك
الاثنين ٢٠٢٥/٨/٣
صورة المرأة النازحة من مدينة الفاشر إلى منطقة طويلة بعد تركها لمنزلها هرباً من الجوع والتدوين العشوائي حيث استقرت فى راكوبة مبنية من القش وهى تحكى عن مأساتها اليومية فى كيفية الحصول على الماء والطعام لأطفالها بصعوبة وأن المعاناة ستزداد إذا نزل المطر لأن سقف الراكوبة لا يقى من الشمس ولا المطر…
صورة أخرى لامرأة وأمامها أطفالها يموتون جوعاً وهي تصرخ باللهجة الدارفورية (عيالى جوع كتلاهم)….
ومثلها صور من جبال النوبة التى بلغ الجوع بأهلها مرحلة مهاجمة الأسواق لسد رمقهم …
هذه المشاهد المؤلمة والقاسية على النفس لم توقظ ضمائر الحوش الكاسرة من قادة مليشيا الدعم السريع ومليشيات الحلو و جماعة تأسيس وصمود الذين يتلذذون بالأكل والشرب فى أفخم الفنادق ولا يشعرون بآلام هؤلاء الجوعى …
أما حكومة السودان التى يقيم قادتها فى ساحل البحر الأحمر من قائد الجيش ومساعدوه ورئيس مجلس الوزراء ووزير المالية وحاكم إقليم دارفور الذين كرّسوا جهدهم فى الفترة الماضية لتقاسم المناصب فقد تركوا مواطن دارفور وجبال النوبة يواجه مصيره وأصبحت وعودهم مثل السراب ….
هل ماتت الضمائر وتجمدت الأحاسيس بسبب التنافس على كراسى السلطة وحطام الدنيا حتى يترك المواطن المسكين يصل هذه المرحلة من المهانة والذلة والموت جوعاً ؟!
هؤلاء المواطنين تقطعت بهم السبل فقدوا المأوى فقدوا الأمل ولم يتبق لهم إلا إيمانهم بربهم فقد عزّ النصير ومات الضمير إلا من بعض الأصوات التى لا حيلة لها إلا إنكار ما يجرى…
البلاء العظيم الذى حلّ بأهل جبال النوبة ودارفور كاد أن يبلغ مرحلة أصحاب الأخدود وحصار المسلمين في شُعب أبى طالب …
الذين فرضوا الحصار الجائر على أهل دارفور وجبال النوبة كيف تحدثهم أنفسهم الأمارة بالسوء أنهم يعملون على تحرير وعتق رقاب هذا الشعب ؟!
إن عصابة الدعم السريع وحلفائها من السياسيين بلغوا من السوء والقسوة مبلغاً لا يدانيهم فيه أحد فى تاريخ السودان …
لن تشفع لهم تبريراتهم مهما زعموا بأنهم أهل قضية فإن جرائمهم أثبتت أنهم وحوش كاسرة لا ضمير ولا أخلاق ولا نخوة….
من العار أن تتفرج الحكومة السودانية وتخذل هؤلاء المساكين وتتركهم يواجهون مصيرهم…
الدولة بما تملك من إمكانات عليها أن تبادر فى إنقاذ شعبها من الموت جوعاً …
المؤامرة لن تقف فى دارفور ولا كردفان بل ستعم كل السودان إذا لم تهزم هذه العصابة الإجرامية التى تنفذ مخططات مرسومة لها بعناية…
جرائم مليشيا الدعم السريع جعلت بعض السودانيين يتمنون ذهاب إقليم دارفور بما فيه ومن فيه رغم أن أهل دارفور ضحايا لهذه العصابات فمنهم معتقلين بالآلاف سبب رفضهم الوقوف مع مشروع آل دقلو…
نجاح مخطط فصل دارفور يعني حصار بقية السودان والاستقواء بالخارج و إضعاف بقية أجزاء السودان وابتلاعه إلى بورتسودان لأن المخطط الكبير هو السيطرة على سواحل البحر الأحمر والاستحواذ على مياه النيل وثروات السودان وخنق مصر وحصار وتهديد أمن دول الخليج التى يظن قادتها أنهم فى مأمن مما يجرى …
اللهم إنا نبرأ إليك من صنع مليشيا الدعم السريع وحلفائها اللهم إنا نعوذ بك من شرورهم ونجعلك فى نحورهم..
اللهم إليك المشتكى وأنت المستعان ولاحول ولاقوة إلا بالله.