خارج النص يوسف عبد المنان *إبادة الزيادية*
خارج النص
يوسف عبد المنان
*إبادة الزيادية*
تعرضت قبيلة عربية بدوية عريقة لإبادة على يد الجنجويد الملوثة بدماء الأبرياء أينما حلت وإذا كان الزيادية ضحية في دامرتهم في الكومة وشمال دارفور بسبب رفضهم الانخراط في مشروع ال دقلو ودولة العطاوة التي لايرونها تمثلهم ولاتعبر عن اشواقهم فإن يد الشر والقتل والسحل امتدت إلى قرية مركز الزيادة بشمال كردفان ريفي بارا مساء خميس دامي ثلوث فيه الفضاء بدماء الأبرياء من قرية مركز التي لاتملك القدرة على الدفاع عن نفسها لأنها ليست حرب رجل لرجل ولكنها حرب من هو مجرد من السلاح الا سلاح الإيمان في مواجهة مدفع ٢٣ الذي يصل مداه إلى ١٥ كيلو وقوة تدمير بقذائف تبيد العشرات في ساعة واحدة
ثمانيه عشر شهيدا سقطوا في ساعة واحدة وأكثر من خمسين جريحا حصدتهم بنادق المليشيا التي اجتاحت قريه مركز لأغراض النهب والسلب واشباع نهم نفوس جوعي للقتل وحصاد الأرواح نهبت قطعان الماعز والضان والدجاج والعيش وحتى أدوات طبخ الطعام تم تحميلها في عربات الاشاوس من أجل إرضاء ام قرون بينما نساء قريه مركز يزرفن الدموع على أزواج حصدتهم بنادق تدعي محاربة دولة سته وخمسين التي جاءت على لسان ياسر عرمان لأول مرة وتلقفتها أبواق المليشيا بلا وعي ترددها عشية وضحاها فهل سكان قرية الزيادية من رواد تلك الدولة المزعومة وهل هم من فلول النظام السابق الذي تدعي المليشيا محاربته وكل قادتها من هؤلاء الفلول ولو استطاع على كرتي اليوم إقناع منسوبي التيار الإسلامي داخل المليشيا لأنهارت في ساعات فقط
أن مأساة قريه الزيادية وأرواح الثمانيه عشر من شباب وكهول ونساء القريه وأكثر من خمسين جريحا ومصابا خلفتهم غارة( الاشاوس) بأحدث أنواع الأسلحة الحديثة بقرية واحدة لاتمثل الا سلوكا اجراميا لهذه الفئة الباغية التي تحارب من أجل التكسب المالي واشباع غريزة القتل التي تسكن تلك الأرواح الشريرة
ماكان الزيادية يوما حكاما لهذه البلاد ولا تمثيل لهم في الحكومات المتعاقبة وقرية مركز لم يعين منها حتى رئيس لجنة شعبية رغم أن الزيادية أهل عطاء وفداء ومن في السودان لايزكر الفريق آدم حامد موسى ومن في السودان لايعرف عطاء المهندس جعفر حسن الذي حملته كفاءته واستقلاليته عن الأحزاب لمنصب الأمين العام للهيئة العامة للطرق والجسور وهو رجل متفقا عليه من قبل ثلاثة حكومات تعاقبت على حكم البلاد وقد أسند له الآن مهمة إعادة تأهيل الطرق التي خربتها المليشيا والجسور التي هدمت ولكن الرجل الذي لامال عنده يمسح به دموع الباكيات من عسف الجنجويد ولا سلطة تحمي عروض النساء وتحفظ كرامة الرجال في ظل وجود مليشيات مجنونة بقتل الناس على الهوية العرقية ومن أجل النهب والكسب والسلب
تتوجع كردفان الما من المليشيا وتزرف الدموع دما ولامعتصم يبرد (حشاها) ولا هارون يكفكف دمعها ولكنها فقط تتضرع لرب السماوات والأرض إن يكف عنها بأس قوم طغوا في الأرض وأكثروا فيها الفساد نسأله أن يصب عليهم عزاب