حديث الساعة *71 عامًا من المجد: القوات المسلحة السودانية تُدهش العالم بصلابتها وعلميتها* ✒️: عمار عبدالباسط عبدالرحمن
حديث الساعة
*71 عامًا من المجد: القوات المسلحة السودانية تُدهش العالم بصلابتها وعلميتها*
✒️: عمار عبدالباسط عبدالرحمن
في عيدها الحادي والسبعين، لم تكن القوات المسلحة السودانية مجرّد جيش يحتفل بذكرى تأسيسه، بل كانت أيقونة صمود وإبهار عالمي. فقد جاء هذا العام مختلفًا عن كل الأعوام السابقة؛ إذ شاهد العالم بأسره، من ساحات القتال وحتى أروقة مراكز الدراسات العسكرية، صورة جيشٍ يقاتل بعقيدة لا تلين، وينتصر بعلمية وحرفية لا تقل عن كبريات الجيوش العالمية.
لقد وُلدت الجيوش عبر التاريخ لتحمي الأوطان، لكن الجيش السوداني هذا العام أعاد تعريف مفهوم الجيش؛ ليس فقط كقوة ردع، بل كمدرسة في الانضباط والتضحية، ومؤسسة وطنية تعرف متى تُشهر السلاح ومتى تبني السلام. وكما قال الجنرال دوغلاس ماك آرثر: “الجيوش لا تُهزم إذا كانت عزيمتها من فولاذ”، وهنا نحن أمام جيش عزيمته من فولاذ، وإرادته من نار.
من خنادق الفاشر وكردفان، و الخرطوم و الجزيرة، إلى خطوط الدفاع في سنار وبارا، أثبتت القوات المسلحة السودانية أن المعركة ليست بالسلاح وحده، بل بالروح الوطنية التي “تزرع النصر قبل أن تحصد المعركة”. لم يكن غريبًا أن يقف العالم مندهشًا أمام تكتيكاتها الميدانية الدقيقة، وانضباطها العالي في إدارة المعارك، حتى في أحلك الظروف.
إن ما يميز عيد القوات المسلحة هذا العام هو أنه جاء على وقع انتصارات حقيقية، أعادت للشعب السوداني الثقة بأن أمنه وأرضه في أيدٍ أمينة. وهنا نستحضر قول نابليون بونابرت: “الجيش الذي تملكه الإرادة لا يقهر”.
لقد كتب التاريخ أن الجيوش العظيمة تُعرف لا بحجم ترسانتها، بل بثبات جنودها في وجه العاصفة. واليوم، يكتب التاريخ من جديد أن القوات المسلحة السودانية هي “الجيش الذي حين يترجل الجندي فيه، ينهض الوطن بأكمله”.
إن الكاكي الذي يرتديه جنودنا لم يعد مجرد زي عسكري، بل راية عز، ودرع شرف، ورمز وحدة. ومن اليوم وحتى أجيال قادمة، سيبقى عيد القوات المسلحة الـ71 شاهدًا على عامٍ أربك العالم، وأثبت أن السودان يملك جيشًا إذا نادى الوطن لبّى، وإذا واجه العدو حطمه، وإذا حان البناء كان أول البناة.
وفي ميادين الشرف، حيث تختلط رائحة البارود بعبق الأرض، وحيث لا يعلو سوى صوت الحق، تقف قواتنا المسلحة كالسيف البتّار، لا ينثني ولا ينكسر. جنودها كتبوا بدمائهم معاني الوطنية، ورسموا على جدران التاريخ لوحات النصر الخالد. هم الرجال الذين إذا صمتوا، صمت الخوف، وإذا تقدموا، تراجع الباطل، وإذا أقسموا، تحققت الوعود. اليوم، يرفع السودان رأسه عاليًا، ويقول للعالم: نحن أمة يحرسها جيشٌ من أسود، إذا لامست أقدامهم الأرض، ارتجف الباغي، وإذا لامست قلوبهم السماء، استجابت لهم دعوات الأمهات. فسلامٌ على الكاكي المرصع بالنياشين، وسلامٌ على صقر الجديان، وسلامٌ على كل يدٍ تحمل السلاح لتبني، وتحمي، وتصنع الغد.