*الفريق عبدالمحمود حماد .. ،، قصة بطولة تروي ،،* ابشر الماحي الصائم
*الفريق عبدالمحمود حماد .. ،، قصة بطولة تروي ،،*
ابشر الماحي الصائم
اذكر جيدا ذلك اليوم الذي تلقيت فيه مكالمة من صديقنا (عبدالرحمن ود العقدة) ، يخبرني فيها بان(ظابطا عظيما بالجيش يطلب مقابلتك) ،، كانت الخرطوم يومها عبارة عن طوابير بشرية ممتدة تتوزع مابين المخابز ومحطات الوقود، ، بالتزامن مع نشاط محموم (لطوابير) من السياسين، مستغلين الازمات المحتدمة في البلاد ،، كاتت التعليمات بالفعل قد وصلت من وراء البحار للخليجيين (ان ارفعوا ايديكم عن نظام الاسلاميين في السودان) ، كانت تماما هي الفرصة المناسبة التي ظل الغرب يبحث عنها خلال ثلاثين عاما !! .. كنت في اليوم التالي برفقة الأخ عبدالرحمن ندلف الي مكمن القوات البرية بالخرطوم لمقابلة قائدها اللواء الركن عبدالمحمود حماد ،، الذي قال لي اتابع بانتظام واعجاب كتاباتك ورأيت ان اتعرف عليك عن قرب ،، شكرت الرجل علي مشاعره النبيلة ،، ثم خرجت بانطباع واثق ،، والبلاد لا محالة مقبلة علي هزة بالغة ،، بان سيكون لهذا الرجل دورا مشهودا ضمن منظومة قيادة الجيش، وهذا ماحدث بالفعل …
# فابان وجوده بولاية نهر النيل، مرة كقائد لسلاح المدفعية ومرة كوال للولاية، وقف اللواء الركن عبدالمحمود صدا منيعا امام دخول مليشيا الدعم السريع للولاية، بحيث اصبحت ولاية نهر النيل، الولاية الوحيدة التي لم تدنسها مليشيا الجنجويد، وقال لهم يومئذ (نحن قادرون علي حماية ولايتنا) !!
# ومن ثم رفع سعادة اللواء عبدالمحمود لرتبة الفريق وألحق بهيئة أركان الجيش كتائب لرئيس هيئة الاركان ، هيئة الاركان تلك التي سيخلدها التأريخ ،، كونها صمدت مع ضباطها وجنودها لمدة عامين محاصرون داخل القيادة العامة ،، ترمي اليهم الأسلحة والتشوينات والادوية بواسطة سلاح الطيران … فضلا عن انه كان واحدا ممن اداروا وخططوا لاخطر معركة في التاريخ الحديث ،، كيف ان خمسة عشر الفا ،، نصفهم من الكتبة والموظفين ،، يصمدون امام 120 الفا من جنود المليشيا الشباب المددجين بأحدث الاسلحة ، ومن ثم تطور وتمرحل خطط معركة الكرامة من الدفاع عن مقرات وحدات الجيش، ثم العبور و الانتشار و الاستنزاف والاستدراج ثم الهجوم و التسلل لما كانت المعركة من عمارة الي عمارة و.. و… خطط ستؤسس لا محالة الي مدارس جديدة في فنون المعارك وخطط الجيوش حول العالم ووو
# أسطر هذه الكلمات وأطرز هذه الشهادات بمناسبة إرسال الفريق اول البطل عبدالمحمود الي المعاش ضمن كشوفات القيادة الاخيرة ،، وأن كان الرجل قد استنفد كل الرتب العسكرية، وحصد كل الشهادات والانواط، الا اننا كنا نتطلع ان يبقي كرمز من رموز وابطال معركة الكرامة حتي نهاية المعركة ،، غير ان لقيادة الجيش تقاليدها وتقديراتها التي تحترم ،، فسلام لكم اخي سعادة الفريق اول عبدالمحمود حماد في اللاحقين المجتهدين والحمد لله رب العالمين