*وراث العطاء ..!!* الطاهر ساتي
*وراث العطاء ..!!*
الطاهر ساتي
:: المياه تكتسب عذوبتها من تجددها بالجريان، و إذا توقفت عن التجدد فانها تتحول إلى برك آسنة و مصدراً للأمراض، وهكذا مؤسسات الدولة، بما فيها القوات المسلحة، بحيث تكتسب قوتها من تجددها بالاستيعاب والترقيات والإحالات للتقاعد..هكذا طبيعة الأشياء في الحياة، ولو كان البقاء في الخدمة مدى الحياة للأشجع والأصدق لما تقاعد جندياً منذ (71 عاماً)، ولكن الفرسان يتوارثون البذل والعطاء، فارساً إثر فارس، ليبقى الجيش عظيماً ..!!
:: وبجانب الانتصارات في مسارح العمليات، ما يفتخر به شعبنا هو أن الحرب لم تمنع الكلية الحربية أو تشغلها عن الاستيعاب والتدريب والتأهيل ثم ضخ الأوفياء في وريد الوطن .. نعم، فيما كان أبطال الكرامة يقاتلون جنجويد مشيخة أبوظبي في مسارح العمليات بفدائية وشجاعة، كان هناك مصنع الرجال – كالعهد به دائماً – يصنع الرجال .. فالدفعة (68)، تخرّج أسودها بمنطقة جبيت تحت وابل من نيران مسيّرات مشيخة الشر ..!!
:: يوليو 2024، لم يهرب – ولم يهربوا – عندما إستهدفت مسيّرات مشيخة أبوظبي القائد العام للقوات المسلحة في حفل تخريج أبطال الدفعة (68) بمنطقة جبيت العسكرية، بل ثبتوا كسلسلة الجبال التي تحيط بهم، حتى تخرجوا و التحقوا بمحاور ومتحركات معركة المصير و الوجود.. واليوم بمصنع الرجال وعرين الأبطال لم توقف عمليات الانتاج، بحيث يتنافس الأبطال ويتسابقون لنيل شرف الالتحاق، ليتخرجوا فرساناً ..!!
:: وبالمناسبة، فان رعاية أُسر شهداء و جرحى و مفقودي القوات المسلحة والنظامية الأخرى و المعاونة بحاجة إلى ( آلية أخرى ) تتناسب مع حجم التضحيات، ومنظمة الشهيد لم تعد تكفي، و يجب تطويرها .. و إن لم تكن وزارة كما يطالب البعض، فان الحاجة أصبحت ماسة لهيئة ذات ميزانية تابعة لمجلس الوزراء، لتؤدي واجبها تجاه أسر الشهداء والجرحى والمفقودين، و أن تؤول لهذه الهيئة كل أصول منظمة الشهيد ..!!
:: وبقانون يجب تشريعه لتلتزم به المؤسسات، وليس بتوجيهات ومكرمات (عند اللزوم)، يجب أن يصبح تعليم أبناء الشهداء و المصابين والمفقودين مجاناً بكل المدارس والجامعات الحكومية، أي بكل مراحل التعليم..ثم علاج أسرهم، بالمراكز والمستشفيات الحكومية، يجب أن يصبح (مجاناً)، بالقانون وليس بالقرارات غير القابلة للتنفيذ، وهذا ما يُسمى ببعض الوفاء لأهل العطاء، وليس كل الوفاء، فإنّ عطاءهم أعظم من كل وفاء أهل الأرض ..!!