تقرير: إسماعيل جبريل تيسو.. *المبادرة الشعبية لدعم السودان بيوغندا و احتفال مناصرة للمدن المحاصرة* *تنديد بالصمت الدولي تجاه انتهاكات الميليشيا وجرائمها الإنسانية..*
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
*المبادرة الشعبية لدعم السودان بيوغندا و احتفال مناصرة للمدن المحاصرة*
*تنديد بالصمت الدولي تجاه انتهاكات الميليشيا وجرائمها الإنسانية..*
*شكَّلت حضوراً لافتاً في احتفالات عيد الجيش السوداني بيوغندا،،*
*المدن المُحاصَرة،، رسالة تضـامن ووحـدة مصيــر..*
*حثُّ المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته من أجل وقف نزيف معاناة المُحاصَرين..*
*مطالبة الدبلوماسية السودانية لتكون منبراً دولياً لفضح انتهاكات الميليشيا..*
شكّلت معاناة المدن والمناطق المحاصرة من قبل ميليشيا الدعم السريع، حضوراً فاعلاً في الاحتفال الذي نظمته المبادرة الشعبية لدعم السودان بالتعاون مع السفارة السودانية بيوغندا بالذكرى المئوية لسودنة قيادة القوات المسلحة، والذكرى الحادية والسبعين لتأسيسها، وقد برز حضور المدن السودانية المحاصَرة مثل الفاشر – كادقلي – الدلنج – بابنوسة، كرسالة قوية تتجاوز الطابع الاحتفالي إلى أبعاد سياسية وإنسانية أعمق، حيث ندد المتحدثون في الاحتفالية باستمرار الحصار الخانق على هذه المدن وتأثيراته الإنسانية في مكابدة السكان قسوة الجوع والمسغبة بالحرمان من الغذاء والدواء، والاعتماد على ثمار ولحاء الأشجار كغذاء لسد الرمق.
التذكير بمعاناة المُحاصَرين:
وحسناً فعلت الجهة المنظمة للاحتفال وهي تذكِّر بمعاناة المواطنين في المدن والمناطق المحاصرة من قبل ميليشيا الدعم السريع، حيث حمل المحتفلون لافتات معبِّرة تندد باستمرار الحصار، وتعكس معاناة السكان المحاصرين، وتطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة بمنظماتها الإنسانية والحقوقية بضرورة التدخل لإيقاف نزيف هذه المعاناة التي تمثل أكبر كارثة إنسانية يشهدها العالم في الراهن الماثل وفقاً للأمم المتحدة التي حذّرت من مغبة هذه الكارثة الإنسانية التي تهدد المنطقة بأسرها، ونوه المنسق الإقليمي للاجئين في السودان “مامادو ديان بالدي” إلى الفظائع المروعة التي تمس حقوق الإنسان، والنزوح القسري لأكثر من 10 ملايين شخص منذ بداية الحرب، والافتقار إلى الخدمات الأساسية بالنسبة لفئة كبيرة من السكان، مؤكداً أن السودان يواجه أكثر كارثة إنسانية إلحاحا في العالم، وأن هذه الكارثة تتزايد وتتعمق كل يوم، وتهدد باجتياح المنطقة بأكملها.
دلالات ومعاني:
ومن هنا تعاظمت الدلالات والمعاني التي حملتها احتفالية أعياد الجيش والتي نظمتها المبادرة الشعبية لدعم السودان، بالتعاون مع السفارة السودانية بيوغندا، من خلال إبراز معاناة السكان في المدن والمناطق المحاصرة، وقالت الإعلامية هالة محمد عثمان، إن المحتفلين قصدوا التأكيد على قيمة الصمود من خلال مشاركة هذه المدن المحاصَرة ولو رمزياً، الأمر الذي يضعها في قلب المشهد الوطني، ويعكس قوة الشكيمة والإرادة والعزيمة التي لم تنكسر رغم الحصار والتجويع، وأكدت الأستاذة هالة في إفادتها للكرامة من كمبالا أن الاحتفالية كانت بمثابة رسالة تضامن من خلال الحضور الحاشد الذي جاء ليجسد وحدة الجبهة الداخلية والخارجية، حيث لم تُستثنَ مناطق المعاناة من رمزية الاحتفال بالجيش، تأكيداً على مبدأ أن السودانيين في الخارج يستشعرون معاناة السكان المحاصرين، فهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
أبعاد سياسية:
ووفقاً لمراقبين فإن حضور رمزية المدن والمناطق المحاصرة في احتفالية المبادرة الشعبية لدعم السودان بالتعاون مع السفارة السودانية بيوغندا بأعياد القوات المسلحة، يعطي أبعاداً سياسية بتدويل قضية الحصار، ذلك أن إظهار مدن سودانية بكاملها تُحرم من الغذاء والدواء جراء الفظائع التي ترتكبها ميليشيا الدعم السريع، يفتح الباب واسعاً أمام الدبلوماسية السودانية لتصعيد القضية في المحافل الإقليمية والدولية، كما أن الخطوة يمكن أن تعزز من مستقبل أي موقف تفاوضي باعتبار أن إبراز معاناة هذه المدن قد يفرض ضغطاً على الوسطاء والمجتمع الدولي لإرغام المتمردين على فكِّ الحصار وفتح الممرات الإنسانية، ووضع ذلك شرطاً أساسياً لأي تسوية سياسية، ويبقى حضور معاناة المدن المحاصرة في احتفالية خاصة بالقوات المسلحة، بمثابة تأكيد على تمايز الجيش عن الميليشيا المتمردة بوقوفه رمزاً لوحدة الوطن، ودرعاً لحماية المدنيين، فيما ينفضح موقف الميليشيا المتمردة كأداة حصار وتجويع وانتهاك صارخ وجبان لحقوق الإنسان.
خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر فقد أفلحت المبادرة الشعبية لدعم السودان بالتعاون مع السفارة السودانية بيوغندا، عندما قامت بتضمين قضية المدن والمناطق المحاصرة من قبل ميليشيا الدعم السريع، في احتفالاتها بأعياد القوات المسلحة، فإبراز معاناة هذه المدن، يشكِّل رسالةً تفضح الصمت الدولي، وتؤكد أن السودان يملك أدواته الشعبية والدبلوماسية لتفكيك حصار الميليشيا، وحشد الدعم لإغاثة مواطنيه، وختاماً فإن مشاركة السفارة السودانية في يوغندا في الاحتفالية الرافضة لحصار المدن، سيبقى مؤشراً يضع على عاتق سفارات السودان الخارجية، مسؤولية التحول إلى منابر لفضح الانتهاكات، ونقل صوت المحاصرين للعالم، وتعزيز صياغة الخطاب بعرض القضية في بعدها الإنساني كجريمة حرب مكتملة الأركان، ما يمنح الموقف السوداني قوة أخلاقية، وحصافة قانونية.