منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي
آخر الأخبار
من أعلي المنصة ياسر الفادني *عودة طيور المارا بوي* أبوبكر يحي :  رسالة إلى قادة الأراضي.. ؟ *توصيات حول الأيرادات والتحصيل التوزيع العادل للوحد... ‏*الهجرة الدولية : ( 97% من العائدين ذكروا أن تحسين الأوضاع الأمنية هو السبب الرئيسي لعودتهم)* *صحيفة إيطالية تكشف تورط الاتحاد الأوربي وسماحه بمرور سفينة أسلحةومعدات عسكرية إماراتية إلى مليشيا ا... منال الأمين تكتب : *ولاية نهر النيل بين البنية التحتية والمساكن… ودروس لم تعتبر بعد* *لجنة الإستنفار والمقاومة الشعبية المسلحة بلدية القضارف تحكم التنسيق والتعاون التام بينها والمدير ال... *إبراهيم بقال: شريك في جريمة الكلمة والرصاصة!!* عبد الله إسماعيل   *الأمطار الغزيرة بولاية نهر النيل تؤدي إلى (10) وفيات :  6  في الدامر و 3 في شندي.و 1 في المتمة* *رعاية صحية متكاملة للمعلمين المشاركين في عمليات كنترول الشهادة الثانوية* الدكتورة الصيدلانية هيام عبد الله تكتب  :  *في حمى الضنك : الدواء المسموح به والآمن لتخفيف كل ال...

من أعلي المنصة ياسر الفادني *عودة طيور المارا بوي*

0

من أعلي المنصة

 

ياسر الفادني

 

*عودة طيور المارا بوي*

 

طيور المارا بوي.. لقالق ضخمة تقتات على بقايا الموتى، تظهر في لحظات الخراب والمجاعات والحروب، وتنهش ما تبقى من أجساد البشر والحيوان بلا رحمة ، هذه الطيور، التي عرفتها إفريقيا في ساحات الموت، عرفها السودان في حرب الخرطوم، حين كانت تحوم حول الأجساد المنهكة في مشهد يوجع القلب، يومها التبس الأمر على الناس فظنوها “الكلينق”، ذلك الطائر الصغير الذي لا يملك إلا أن يفتك بالزرع في مواسم الحصاد، بينما المارا بوي كانت أشبه بشبح الموت نفسه، يلتهم جثث الأبرياء كأنها حق مباح

وها نحن اليوم أمام مشهد آخر لا يقل بشاعة، مشهد يُراد له أن يكون عودة لطيور من لحمٍ آخر، لكنها لا تقل قسوة عن المارا بوي، إنهم بعض قادة التمرد، الذين خبرهم الشعب السوداني وعرف وجوههم جيداً: مصاصو دماء، وتجار خراب، وبؤر للفتن، هم الذين تسببوا في نزوح الملايين، وفي دمار المدن والقرى، وفي تحويل بيوت آمنة إلى أطلال يباب، اليوم تروج الميديا لعودتهم، كأن الأرض عطشى لدمائهم من جديد، وكأن ذاكرة الشعب قد محتها النار والدخان

لم يصدر حتى الآن ما يؤكد ذلك رسمياً، وما لم يخرج من فم السلطة يبقى مجرد هواء في فضاء الميديا، لكن مجرد الترويج يعيدنا إلى صورٍ لا تُمحى: أزقة الجزيرة وهي تُقتحم بالمدرعات الثقيلة، والبيوت وهي تُنهب على مرأى ومسمع من العالم، والدماء وهي تسيل في طرقات لم تعرف سوى سلام العكاز البسيط الذي كان يحمله أهلها لرد دبيب أو عقرب أو كلب عقور، في تلك الأرض الطيبة، كان السلاح غريباً، والقتل إستثناء، فإذا بهم يحيلونه إلى مسرح للجريمة، يقطعون أوصال الأمن ويزرعون الرعب

إن عودة هذه الطيور التي أكلت من أجساد الأحياء قبل أن تنقض على جثث الأموات، ليست أمراً يمكن أن يقبله هذا الشعب الذي ذاق على أيديهم المرَّ مرتين، فكيف يُعقل أن تُفتح لهم بوابة جديدة للافلات من العقاب؟ وكيف يُسمح لطيور الخراب أن تحلق من جديد فوق سماء أرهقتها الحرب وأدمتها الجراح؟

إني من منصتي أنظر ….حيث أري…. إن صحّت هذه الأخبار فهي نذير شؤم، لكنها ليست قدراً محتوماً، لأن الذاكرة الشعبية لا تموت، ولأن عدالة السماء لا تغفل, قال الله تعالى: «وَإِمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا».

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.