جلال الدين هاشم يكتب : *نعم الغرس : إبن المعتمد وإبن ( الهانم ) : الشهيد محمد عبد المنعم الترابي*
جلال الدين هاشم يكتب :
*نعم الغرس : إبن المعتمد وإبن ( الهانم ) : الشهيد محمد عبد المنعم الترابي*
إلى روح الشهيد وإلى والديه الصابرين .. وإلى قرى كلكول والترابي والكاملين كلهم
رحل الشهيد الشاب / محمد
ابن الأكارم / عبد المنعم الترابي
وابن الميمونه بنت الشيخ الصديق ام الشهيد / هانم بنت صديق
إن الاثر الذى تركه بيوت اجدادك ووالديك – يوم نذكر . لا نستطيع العبور إلى جنوب الجزيره وباقى الولايات إلى عبر هذه البيوت وعبر هولاء النفر الكرام لقد ترك اثراً فى قلوبنا أثرًا لا يمحى وذكرى باقية إلى يوم الدين .
والله لا اذكر الشهيد إلا طفلا ولكنى اذكر كل لحظة تعايشناها مع المنبت فلن يكون إلا نورًا بين أهله وضوءًا لقريته كلكول وبلده ولن يكون محمد فرهوداً إلا من تلك الأُسود ووجهًا مكرمًا أشرق بالإيمان منذ طفولته. وما ذلك إلا من حسن غرس والدين كريمين ربياه على البر والتقوى فكان بارهما في حياته وشرفهما بعد شهادته.
إن كلمات أمّه هانم حين تقول: “لم أذكر له لحظة إلا في بري وبر والده” تختصر سيرة ابن صالح وصالحه لم يعرف إلا الطاعة ولم يُعرف عنه إلا اللين والبر هو دأب والديه والحياد يفصل فى دعواى . نعم .. حتى صار دعوةً مجسدة من دعوات والديه وصدقة جارية لهما في حياته وبعد رحيله..
سلام على روحه التي ارتقت في سبيل الدفاع عن أهله وقريته وحرم شعبه وجعلت من حياته القصيرة شاهدًا على معنى الصدق والثبات ( إنهم الأبطال الذين يسطرون المجد بدمائهم ) . وإنّا لنبشر والديه بأن دعاءهما لم يضع فقد اصطفاه الله لكرامة الشهادة وكتب له حياة الخالدين بإذن الله
ويانعم بالله
(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياء عند ربهم يُرزقون )
اللهم تقبله في عليين واجعل قبره روضة من رياض الجنة وارفَع درجته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين . اللهم اجعل برّه بوالديه شفيعًا لهما وامنحهما من الصبر ما يليق بعظمة الجزاء وامنحهما من الرضا ما يفتح لهما أبواب الجنة برحمة منك وفضل.
طوبى لروحك يا محمد، وطوبى لوالدين وطوبى للصادقين – ولا أنسى يوم كان أبيك معتمداً للكاملين ويقدِّم فها وأنت الآن غرس أبيك قدمت لكل السودانيين فأنجباك بطهر الغارس فكانا نعم الغرس، ونِعم الزاد لك في رحلتك إلى الله. ستظلّ ذكراك عزًّا لأهلك ومشفِّعاً وفخرًا لقريتك وأهلك ووطنك ونورًا يمتد أثره إلى يوم الدين …..