نار ونور د . ربيع عبد العاطي *مضار إسناد الأمر لعديمي الخبرة وضعيفي التجربة*
نار ونور
د . ربيع عبد العاطي
*مضار إسناد الأمر لعديمي الخبرة وضعيفي التجربة*
* لا تحدث الخسارات الماحقة ، وتبدد الأموال سفهاً وغفلة ، إلا عندما يهم صاحب مشروع بإسناد المهام ومسؤوليات البناء لغير المتخصصين ، أو الذين لما بعد لم ينالوا خبرة ، أو تعركهم تجربة ، وإذا حدث ذلك فإن المشروع المزمع إقامته سيكون عُرضة للتصدع بفعل الحرارة ، وقابلاً للإنهيار ، وسوف تكون دراسة المستشارين حوله فيما بعد إقامته ، بأنه مشروع خاسر ، ومال ضائع ، وأن الخطورة العظمى ، بأن الأحتمال الأكبر بأنَّ هذا المشروع سيتداعى ، ويسقط فوق الذين يعملون داخله ، أو الذين يقيمون في مناحيه .
* وإسناد المهام لغير أهلها ، تكون نتيجته الدائمة ، بأن تسقط هيبة الوظيفة ، ويحرق من أسندت إليه ، فلا يجدي بعدئذٍ أن ترمم الشخصية ، أو أن تثبت وجودها ، والراجح في هذه الحالة بأن من سقط أداؤه على أرض الواقع ، وأستبان للنَّاس فشله ، وعدم حيلته ، وضعف خبرته سوف لن تقوم له قائمة ، ويطوي ملفه كما تطوي السجلات بموت أصحابها ، ويكون مصيرها الأرشيف والأضابير .
* والمضار التي يسببها من لا يعرف المهنة ، ولا يدري أبجدياتها سرعان ما يكون إكتشاف ذلك عنه منذ الوهلة الأولى ، فالمهندس حديث التخرج لا ينبغي له أن يتطاول على خبراء في مجال الهندسة بل عليه أن يتواضع لنيل المعارف والخبرات ، ولا تحدثه نفسه بأن يصدر توجيهات ، أو تعليمات وهو لما بعد لديه رصيد يمكنه من القيام بمثل تلك الوظائف والمهام .
* والمدير العام الذي يقفز بالزانة من موقع المرؤوس إلى برج الرئاسة سيكون مدعاة للتهكم والإستهزاء من الذين يرأسهم ، إذ لا يُعقل أن يقود السفينة من لا يعرف الإتجاهات ، ولا كيفية قراءة ما ظهر على شاشة العرض من تعليمات وملاحظات تشير إلى حدوث الخطير من الأعطال .
* ورجل الأعمال الناجح ، هو الذي يُدرك كيف يوظف المال ، وما هى إختبارات الأداء للعاملين في مؤسسته ، وما هى شروط كفاءتهم ، ومن هو الذي يتحمل المسؤولية ، وبالتالي لا يغامر أمثال هؤلاء من رجال الأعمال بأموالهم ، ولا بقدراتهم المادية بعد أن تأكدوا بناء على معايير دقيقة إلى من توكل المهام إليهم ، وما هى المؤهلات اللازمة للوظائف ؟ دون إغفال لما يقع عليه الإختيار من المديرين ، والمهنيين ، والتأكد من المجالات التي إكتسبوا فيها الخبرة ، وعركتهم التجربة وأصبحوا من الذين تسند إليهم المهام حتى وإن كانت العيون مغمضة ، لأن الرجال تتحدث عنهم سيرتهم ، والرسائل العظيمة لا يضطلع بدورها إلا من يفقهون ، والمبادئ الراقية كما العلوم ، لا يجلس على القمة فيها الأقزام لكنهم العمالقة ، والجهابذة النحارير .