منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

ابشر حسين بتذكر :  *كلمات فى الخاص تسللت للعام ابى بين البساطة والحزن النبيل والنهايات السعيدة* 

0

ابشر حسين بتذكر :

 

*كلمات فى الخاص تسللت للعام
ابى بين البساطة والحزن النبيل والنهايات السعيدة*

 

ولدت ونشأة وترعرعت فى اسرة عمالية بسيطة، فالوالد حسين محمد احمد دياب اصولة من الشمالية منطقة ابوهشيم، ولد بامدرمان بمنطقة الموردة، نزحت اسرته من الشمالية من قبل المهدية واستقرت بمنطقة الموردة والده محمد احمد دياب رجلا فقيها ويعمل بالتجارة البسيطة ووالدته سعاده الحسين ابنة خال ابيه ،كان للوالد تؤام حسن واخ اصغر هو بشير واربعة اخوات ( بتول،طيبة،فاطمة وكلثوم) .تلقى الوالد حسين محمد احمد تعليما بسيطا فى الخلاوى بامضوابان مع توامه حسن محمد احمد ولكنه لم يستمر فترك ام ضوابان وعاد لامدرمان وتزوج من ابنة عمه قسم السيد( بخيته) وعمل مع عمه فى تجارة العيش فى مدينة ام جر بالنيل الابيض ،انجب اربعة ابناء ولكن كلهم توفوا فى اعمار مختلفه. ثم تزوج ابنة خاله ( الشول) وهى اصولها من الجزيرة مقرات لكن اسرتها نزحت لمدينة عطبرة واستقروا بحى الموردة وجزء من اسرتهم استقروا بمنطقة ام الطيور غربى عطبرة. ترك الوالد التجارة وعمل عاملا بسيطا بالسكة حديد الخرطوم، انجب اول ولد وسماهو محمد سلام تيمنا بالقائد العمالى محمد سلام ولكن هذا الطفل توفى فى عمر سنتين.بعد ذلك انجب ولدين هما ابشر وامير وبنتان بشرية وسميرة.
كنا نسكن فى الموردة فى بيت مكون من غرفة وبرندا صغيرة.
وانا فى عمر اربعة سنوات ادخلتنى امى روضة (طيبة واقبال) ثم انتقلت لروضة ست سعاد واذكر من اقرانى اسامة الباهى الطيب،فى الروضة تعلمنا الكتابة والقرأة وحفظناجزء عم . وعندما بلغنا السادسة من العمر سجلنا العم مصطفى موسى انا وابنه عثمان قرماج فى مدرسة ابو عنجة الأبتدائية بعد ان فشلنا فى التسجيل بمدرسة الرشاد نسبة لان اعمارنا لم تبلغ السبع سنين من العمر وكانت مدرسة الرشاد تتبع لوزارة التربية والتعليم بينما تتبع مدرسة ابو عنجة للمجلس البلدى.كان من اقرانى بمدرسة ابوعنجة عثمان مصطفى،ابراهيم سطيح،صلاح سطيح،عثمان عبد الفضيل،الهادى صديق سطيح،عصام عبد الرحمن،امين توفيق،محمد صالح،الصادق عوض. ومن اساتذتنا الناظر ابشر، استاذ محمد سبيل،استاذ عبد العزيز ،استاذ احمد،استاذ محمود،استاذ جيمس. كنا اول دفعة يطبق فينا نظام السلم التعليمى الجديد فتمينا مرحلة الاساس فى ستة سنوات بدل اربعة سنوات.
طيلة سنوات المرحلة الابتدائية كنت اول الفصل وفى الامتحان النهائ للنقل للمرحلة المتوسطة كنت من العشرة الأوائل فكان ابى سعيدا وان كان خائفا من تجربة فقدان اولاده.كانت علاقتى بوالدى كعلاقة اى ابن مع ابيه ،كان الوالد كثير الصمت يبدو ان فقدانه لابنائه كان له التاثير الكبير،كنت احب دائما اذهب معه فى العصرية لسوق الموردة حيث كنا نجلس مع صديقه العم محجوب(والد عمر زورو) فى دكان حاج حمد لازلت اذكر مذاق التمر البركاوى وطحنية سعد ولازلت اذكر الحلاقة تحت الشجرة، واحياننا نذهب لحديقة الموردة وكانت حديقة جميلة عادة يزورها الرؤساء الذين يزورون السودان امثال نهرو والملك فيصل وعبد الناصر وملكة انجلترا ،وفى ايام الاعياد تكون فيها حفلات غنائية لازلت اذكر خلف الله حمد وعوض الجاك،ثنأى ابوكدوك وفرق جاز الديوم وعمر عبدو وشرحبيل والجيلانى الواثق وكمال كيلا وفرقة وليم اندرية.
من الذكريات التى حفرت فى مخيلتى الدكة الامام بيتنا التى كان فيها يصلى رجال الحى يئمهم عمى حسن الذى كان امام الصلاة ولازلت اتذكر صوت عم عبد المجيد وهو يؤمن خلف الامام،بعد الصلاة يكون هناك احد المداح الذى ياتى زائرا ،فلجدنا الشيخ موسى مسيد بالقرب من بيتنا،لازلت اذكر مدحة( من دفن الليل) وكيف يترنح معها الحاضرون كنت انظر لابى فاجده تنزل من عينه دمعه لازلت اذكر ذلك اليوم الذى طلبت منى امى ان انادى ابوى لامر هام وانا اتكلم معه اثناء هذه المدحه وهو لايرد على وامسك بتلابيب جلبابه ولايبدو منه اى التفاته وانا انظر لعينية وهو يبدو شاردا لم ينتبه الى الا فى نهاية المدحة ولم اجد تفسيرا لتلك الحادثة الى بعد ان كبرت وعرفت الوجد والجذب عند المتصوفة.من الاشياء التى اتذكرها فى علاقتى مع ابى انه كان مهتما جدا بصلة الرحم ،حيث اقوم معه كل جمعة بزيارة اقربائنا حتى البعاد حيث كنت اكون فرحا وانا اركب معه البص (بالابونيه لمنتسبى الحكومة ومجانا للاطفال) وفى فترة الاجازة اول مارس من كل عام نسافر لمدبنة عطبرة،لازلت اذكر القطر المحلى واكسبرس حلفا وقطر كريمة والتحرك من محطة الخرطوم وزحمة الدرجة الثالثة والاستمتاع بالمحطات ومايعرض فيها من منتجات كالبيض و واللبن الرايب والمنقة من الجيلى الى الدامر مرورا بجبل جارى وجبل رويان وكبوشية والمحمية وجبل ام على والزيداب والعالياب ياخى زكريات جميلة وجو درامى ،نصل عطبرة بمحطتها العامرة ومن ثم نصل بيت جدى ود الحسين بالموردة ،ياسلام من ذكريات كانت عطبرة مدينة تعج بالنشاط لازلت اذكر سينما عطبرة والسوق وجنة الفواكه والزونيا فى منطقة السودنة ولعب تنس الطاولة فى نادى الشبيبة والفول المدنكل عند عبدو اليمانى والطعمية بالسرينى والعوم فى العطبراوى .كذلك كان لابى علاقة قوية مع ام ضوا بان والسادة البادراب وكنا كل احتفال بليلة سبعة وعشرين من رجب (الرجبية) نذهب معه لام ضوا بان ،وكذلك اول يوم من كل عيد وكنا نفرح كثيرا لان ناس ام ضوا بان عادة يعيدون بعد يوم او يومين بعد ناس الخرطوم لاختلاف الاهله وكنا نسعد بحضور ليلة فى نهاية رمضان نستمتع بالسهر والدبلبة وبركة القرأن التى تنزلت فى حياتنا .أيضا من الذكريات الجميلة مع الوالد احتفالات المولد النبوى الشريف وذهابى معه يوميا والتجول فى الخيم وحضورنا المناقب وحلقات الذكر والمديح التى ترسبت فى دواخلنا.كذلك فى الايام العادية كان يصطحبنى معه للاحتفالات الدينية التى ننتظرها بفارق الصبر مثل حولية شيخ جدو وحولية احمد سالم وحولية السادة الادارسة وحولية محمد الحسن الميرغنى بشارع الاربعين.
كان ابى بسيطا فى حياته،حركاته بسيطه فى المحيط الذى ذكرته لازلت اذكر الفرح الشديد الذى ينتابه كلما انجح من صف دراسى من سنه لاخرى حتى دخولى الجامعة وتخرجى،لازلت اذكر اول شهر تخرجت فيه واستلمت عملى نزل هو المعاش. من النعم التى انعم الله على ان والدى ادى فريضة الحج وانا فى السعودية وعند حضوره السودان اكرمنى ربى بان اشتريت له منزلا جديدا واسعا، .لم يعش طويلا بعد رجوعه من الحج فقد انتقل للرفيق الاعلى فجأة بعد ان عاش حياة بسيطة وسعيدة كان فيها لطيفا على الاخرين لم اسمعه قط يشتكى من قسوة الحياة ولم اسمعه قط يتحدث عن الاخرين وكنت اسمعه يشكر كثيرا بعد ان فتحها الله علينا.لازال صوته يرن فى اذنى وهو يتصل بى تلفونيا وهو فى مكة اثناء فترة الحج وانا اعمل فى شمال السعودية قائلا لى(يا ابشر انا راضى عنك دنيا واخرة) لا اشك مطلقا ان هذه الدعوات سببا فى توفيقى.
نسال الله ان يجعله فى عليين مع الانبياء والصديقين وحسن اولئك رفيقا.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.