منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

أصداء وطنية /  ✍️ برمة أبوسعادة *الموت البطيء في زنازين المليشيا المتمردة بسجن دقريس بنيالا*

0

أصداء وطنية /

 

✍️ برمة أبوسعادة

*الموت البطيء في زنازين المليشيا المتمردة بسجن دقريس بنيالا*

٢٠٢٥/٩/١٣

 

أصداء وطنية
✍️ برمة أبوسعادة
١٣ / ٩ / ٢٠٢٥

الموت البطيء في زنازين المليشيا المتمردة بسجن دقريس نيالا.

موت تحت التعذيب آلاف السجناء يواجهون الجوع والانطفاء البطيء في سجن دقريس حيث تذوب القيم الإنسانية في غياهب الانتهاك.

منذ فجر الاستقلال وحتى اليوم نصت الدساتير السودانية والقوانين الوطنية على جملة من الحقوق الأصيلة التي لا يجوز المساس بها لكل متهم وسجين بدءاً من حقه في مقابلة محاميه وأهله وحقه في أن يعلم بالتهمة الموجهة إليه والدفاع عن نفسه وصولاً إلى محاكمة عادلة مكتملة الضمانات كما أكدت هذه القوانين على ضرورة معاملة السجين معاملة تحفظ له حقه في الحياة والإعاشة والعلاج ومنعت جميع صور التعذيب والإكراه والإذلال وهي ذات المبادئ التي أكدها القانون الدولي في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية وفي اتفاقية مناهضة التعذيب وفي القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء المعروفة بقواعد نيلسون مانديلا حيث شددت هذه المواثيق على حق السجين في الكرامة وفي الغذاء والماء والرعاية الصحية والاتصال بالعالم الخارجي ومنعت المعاملة القاسية أو المهينة إن الالتقاء بين التشريع الوطني والمواثيق الدولية يجعل من حماية السجين واجبا مزدوجاً أخلاقياً وقانونياً على الدولة والمنظمات الدولية معاً.
لكن الواقع في سجن دقريس الخاضع لسيطرة المليشيا المتمردة أبعد ما يكون عن هذه المبادئ زنازين ضيقة لا تتسع للبشر في غرفة لا تتجاوز خمسة في ستة أمتار يحشر ثلاثين إنساناً بلا هواء ولا فراش إنها سياسة إذلال مقصودة سحق للكرامة قبل الجسد.
شهادات الناجين تصرخ بوجه العالم تجويع متعمد عطش قاس حرمان من العلاج وترك المرضى للموت البطيء لم يعد التعذيب مجرد أداة استجواب بل صار نهجاً يوميا ضرب مبرح شتائم وإهانات إذلال متواصل يفتك بإرادة السجين النتيجة موت تحت التعذيب فقدان للبصر والسمع أمراض تنهش الجسد بلا دواء وأرواح تدفن في صمت الزنازين.
هذه ليست تصرفات عابرة بل جرائم ممنهجة تكشف سقوط المليشيا المتمردة في هاوية لا إنسانية وتحولها إلى آلة بطش غايتها كسر الروح السودانية جرائم ترتقي إلى القتل البطيء وتضع قادتها في مواجهة القانون الدولي واتفاقية مناهضة التعذيب وتجعل السودان أمام تحدي لا تزول إلا بالقصاص والعدالة.
وهنا يبرز واجب لا يحتمل التأجيل أن تتحرك الاتحادات المهنية في موقعها الطبيعي نناشد اتحاد الصحفيين السودانيين واتحاد الصحفيين الأفارقة واتحاد الصحفيين العرب أن يرفعوا الصوت عالياً ضد ما يجري وأن يجعلوا من أقلامهم سلاحاً للحق ودرعاً للضعفاء ونناشد أيضاً نقابات المحامين في السودان والعالمين العربي والأفريقي أن تضطلع بمسؤوليتها التاريخية كصوت للعدالة وحصن للحقوق وأن تضع قضية معتقلي دقريس في مقدمة أولوياتها دفاعاً عن شرف المهنة وصوناً لأمانة الكلمة.
وعليه نوجه نداء عاجلاً إلى
المنظمات الحقوقية المحلية والدولية لتوثيق جرائم المليشيا المتمردة والضغط لوقفها فورا
اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمات الإنسانية لزيارة السجن وكشف الممارسات ومتابعة أوضاع السجناء وتقديم العون الطبي والإنساني
أما الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإنسانية فإن صمتها المريب حتى الآن على هذه الجريمة البشعة يرقى إلى مستوى الشراكة فيها إن التلكؤ في إدانة ما يجري بدقريس عار على المنظومة الدولية التي نصبت نفسها حامية لحقوق الإنسان فإذا صمتت عن الموت البطيء والتعذيب الممنهج فقدت شرعيتها الأخلاقية قبل أن تفقد احترام الشعوب.
إن ما يحدث في سجن دقريس ليس مجرد إخلال بالقانون بل هو مجزرة صامتة ضد الإنسانية وصمت الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإنسانية يعني شراكة في الجريمة وتواطؤا مع الجلاد.
ويبقى السؤال إلى متى يستمر هذا العار وأين العدالة وأين الضمير الإنساني.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.