ناجي الكرشابي يكتب… *جريمة على شجرة نيالا..!*
ناجي الكرشابي يكتب…
*جريمة على شجرة نيالا..!*
شاهدتُ مقطعاً صادماً يوثق جريمة جديدة تضاف إلى سجل مليشيا الدعم السريع الأسود ضد المدنيين العزّل. فتاة سودانية مربوطة الأيدي والأرجل، معلقة على شجرة، تتأرجح بين الحياة والموت، تستجدي الرحمة من قلوب قاسية نزعت منها الإنسانية. مشهد من نيالا لا يترك للخيال مساحة، ولا للعذر مكاناً.
وكما هي عادتهم، لم ينسَ الأشرار أن يخلّدوا قذاراتهم بالصوت والصورة. يظهر في الفيديو وجه متخم بالدم والغل، يبتسم وهو يعلّق امرأة ضعيفة كأنها غنيمة حرب. فأي بطولة هذه؟ وأي رجولة يتباهى بها من يجلد النساء ويذل العزّل؟
منذ متى كانت النساء أعداءكم؟ ومنذ متى كُتب النصر على أكتاف الأمهات المعلّقات على الأشجار؟ أنتم تعرفون جيداً أين خصومكم، وأين ساحات القتال، لكنكم اخترتم الطريق الأرخص: قتل المدنيين، نهب البيوت، واغتصاب الأرض والنساء. هذه ليست حرباً، هذه هزيمة أخلاقية مكتملة الأركان.
حين تعلّقون امرأة على شجرة، أنتم في الحقيقة تعلّقون سمعتكم وتاريخكم، وتكشفون زيف دعاويكم عن “الثورة” و”الحرية”. صورة كهذه لن تمحوها بياناتكم ولا دعاياتكم، ستظل لعنة عليكم ما دام في السودان قلب ينبض.
الزج بالنساء والأطفال في معارككم القذرة لا يجلب نصراً ولا يبني دولة، بل يراكم سجلاً من الجرائم ويكتب أسماءكم بحروف الدم في دفاتر العدالة. وعدالة السماء لا تؤجل، وإن تلكأت عدالة الأرض.
إننا ندين هذه الجريمة الهمجية، وهذا أضعف ما نملك. أما واجب الجيش والحكومة فهو أن يعاهدوا تلك المرأة – وكل نساء السودان – بالقصاص من جلاديهن. وأما نحن، فلن نسكت، وستظل أصواتنا تصرخ حتى يسقط مجرمو الحرب.