منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

*البرهان الحسم قولًا وفعلًا..*  بقلم د. إسماعيل الحكيم..

0

*البرهان الحسم قولًا وفعلًا..*

 

بقلم د. إسماعيل الحكيم..

Elhakeem.1973@gmail.com
وقف الفريق أول عبد الفتاح البرهان في مأتم الشهيد المقدم مزمل عبد الله ميرغني وفي لحظةٍ غارقةٍ بالرمزية الوطنية وأمام دماءٍ سالت لتروي تراب السودان بالعزة والوفاء، لا ليواسي فحسب، بل ليؤكد موقفًا بحجم الوطن كله: لا تفاوض، لا تسوية، لا جلوس مع المتمردين، وإن تدثروا بلباس السلام أو حملتهم أوهام الرباعية ومن شاكلها على جناح أمانيهه الواهية.
كانت كلماته كحد السيف، واضحةً لا لبس فيها، تقطع طريق المساومات وتسد أبواب التزييف. قالها بثقة القائد الذي يعرف أن السلام لا يُستجدى من المليشيات، ولا يُولد من رحم المؤامرات، بل يُصنع بإرادة الشعوب وجهاد الجيوش التي ارتضت الشرف طريقًا والكرامة راية.
لقد وُلدت ما تُسمى بمبادرات التسوية الأخيرة مسخًا مشوهًا، يقف على ساقٍ عرجاء، يحمل في باطنه تفكيك الدولة لا بناؤها، وإعادة إنتاج الفتنة لا إخمادها. فجاء ردّ البرهان قاطعًا، لا يحمل غموضًا ولا مواربة: من يأذن بالتفاوض هو الشعب السوداني وحده، ومن يضع شروط السلام هو هذا الشعب الصابر الأبي، لا من يتحدث باسمه من وراء البحار.
فالسودان الذي واجه النار والخذلان، لا يرضى أن يكون رهينةً لرباعيةٍ تسعى لتدوير الأزمة وإطالة عمرها.
والشعب الذي خرج من رماد الحرب أقوى، لا يقبل أن يُفرض عليه صلحٌ تُكتب بنوده في العواصم البعيدة.
كلمات البرهان في عزاء الشهيد المقدم مزمل لم تكن خطابًا لحظياً ، بل إعلان مبدأ وتجديد عهد وإثبات رجولة وتأكيد وعد..
قالها وهو بين جنوده: السلام لا يكون إلا شامخًا، والعزة لا تُقايض بالأمنيات، وإيقاف الحرب لا يُقبل إلا إذا تحقق بزوال المليشيات أولها وآخرها ما يُسمى بالدعم السريع.
في تلك اللحظة الحاسمة تماهى القول مع الفعل، وامتزج الحسم في الكلمة بالحسم في الميدان.
رسالة القائد كانت جلية من يفاوض باسم السودان هو الشعب وحده، ومن يرسم ملامح مستقبله هم أبناؤه الشرفاء الذين آمنوا أن الكرامة لا تُشترى، وأن السيادة لا تُهدى.
إنها ليست حربًا على فئةٍ ضالةٍ فحسب، بل معركة وعي وكرامة، بين مشروع دولةٍ متجذّر في التاريخ، ومشروع فوضوى ماحق لا جذور له ولا بقاء.
ولذلك، لم يكن حديث البرهان ردًا على دعواتٍ سياسية، بل تأكيدًا على أن الحسم في الميدان هو المدخل الحقيقي لأي سلام، وأن النصر الكامل وحده كفيل بإعادة بناء السودان على أسسٍ من قوةٍ وكرامة باذن الله تعالى..

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.